فلما تكامل عددهم ثمانية وثلاثين رجلا ..
ألحّ أبو بكــر ـ رذي ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى عنه ـ على ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم في الظهور ..
فقال صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسل : يا أبا بكــر .. إنا قليل ..
فلم يزل أبو بكــر يلح عليه حتى خرج صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم .. إلى المسجد .. وخرج المسلمون معه .. وتفرقوا في نواحي المسجد .. كل رجل في عشيرته ..
وقام أبو بكــــــر في الناس خطيبا .. فكان أول خطيب دعا إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى .. فلما رأى المشركون من يسفه آلهتهم .. وينتقص دينهم ..
ثاروا على أبي بكــر وعلى المسلمين ..
فجعلوا يضربونهم في نواحي المســجد ضربًا شديدا …
وأبو بكــر يجهر بالدين .. فأحاط به جمع منهم ..
فضربوه .. حتى وقع على الأرض .. وهو كهل قد قارب عمره الخمسين سنة ..
ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة .. وجعل يطأ على بطنه وصدره .. ويضربه بنعلين مخصوفين .. ويحرفهما على وجهه .. حتى مزق لحم وجهه .. وجعلت دماؤه تسيل .. حتى ما يعرف وجهه من أنفه .. وأبو بكــر مغمي عليه ..
فجاءت قبيلته بنوتيم يتعادون .. ودفعوا المشركين عنه ..
وحملوه في ثوب .. ولا يشكون في موته .. حتى أدخلوه منزله ..
وقعد أبوه وقومه عند رأسه .. يكلمونه فلا يجيب ..
حتى إذا كان آخر النهار .. أفاق .. وفتح عينيه .. فكان أول كلمة تكلم بها أن قال :
ما فعل ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم ..؟؟
فغضب أبوه وسبه .. ثم خرج من عنده ..
فقعدت أمه عند رأسه .. تجتهد أن تطعمه أو تسقيه .. وتلح عليه ..
وهو يردد : ما فعل ط±ط³ظˆظ„ اله صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم .. فقالت : والله مالي علم بصاحبك .. فقال :
اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب .. فسليها عنه .. وكانت أم جميل مسلمة تكتم إسلامها .. فخرجت أمه حتى جاءت أم جميل فقالت : إن أبا بكــر يسألك عن محمد بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ ؟
فخافت أم جميل أن يكتشفوا إسلامها .. فقالت : ما أعرف أبا بكــر .. ولا محمدا ..
ولكن إن أحببتِ مضيت معك إلى ابنك ..
قالت : نعم .. فمضت معها ..
فلما دخلت على أبي بكـر …
وجدته صريعًا دنفا .. ممزق الوجه .. ودماؤه تسيل ..
فبكت ، وقالت : والله إن قومًا نالوا منك لأهل فسق وكفـر .. إني لأرجو أن ينتقم ط§ظ„ظ„ظ‡ لك منهم ..
فالتفت إليها أبو بكــر .. وما يكاد يطيق .. فقال : يا أم جميل … ما فعل ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم ..
فنظرت أم جميل إلى أم أبي بكـر وكانت لم تسلم بعد ..
فخشيت أن تخبر الكفار بأسرار المسلمين ..
فقالت أم جميل لأبي بكــر : هذه أمك تسمع ..
قال : فلا شيء عليك منها ..
قالت : ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم سالم صالح .. قال : فأين هو .؟
قالت : في دار أبي الأرقم ..
فقالت أمه : قد عرفت خبر صاحبك .. فكل واشرب الآن ..
فقال : لا .. إن لله علي أن لا أذوق طعامًا أو شرابًا .. حتى آتي ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم .. فأراه بعيني .. فأمهلتاه .. حتى إذا أظلم الليل .. وهدأ الناس .. حاول أن يقوم .. فلم يستطع ..
خرجت به أمه وأم جميل يتكئ عليهما .. حتى أدخلتاه على ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم ..
فلما رآه النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم .. أكب عليه يقبله .. وأكب عليه المسلمون .. ورق له ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم رقة شديدة ..
وأبو بكر يقول : بأبي أنت وأمي يا ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ .. ليس بي من بأس .. إلا ما نال الفاسق من وجهي ..
ثم قال أبو بكــر : يا ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ .. هذه أمه برة بولدها .. وأنت رجل مبارك ..
فادعها إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل .. وادع ط§ظ„ظ„ظ‡ لها .. عسى ط§ظ„ظ„ظ‡ أن يستنقذها بك من النار ..
فدعا لها ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم .. ثم دعاها إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ .. فأسلمت ..
فانظري إلى هذا الجبل الراسي .. أبي بكر الصديق رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه . وتأمل في حرصه على الدعوة إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ..
واعجب من قوة ثباته على الدين ..
فهلا سألت نفسك ـ وسألتيها ـ ماذا قدمت للإسلام ؟ كم شخصًا اهتدى على يديدك ؟
هل تحملت البلاء في سبيل ط§ظ„ظ„ظ‡ .. هل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟
كن شجاعًا .. بطلا .. وكوني .. كالجبال الراسيات والله يعينك ويسددك ..
ـــــــــــــ
نقلا عن كتاب " في بطن الحوت "للشيخ / محمد العريفي ـ بتصرف يسير جدا ـ
lh tug vs,g hggi ???
فهلا سألت نفسك ـ وسألتيها ـ ماذا قدمت للإسلام ؟ كم شخصًا اهتدى على يديدك ؟
هل تحملت البلاء في سبيل الله .. هل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟
كن شجاعًا .. بطلا .. وكوني .. كالجبال الراسيات والله يعينك ويسددك ..
وفقك الله
وبارك فيك
وحفظك من كل مكروه