تخطى إلى المحتوى

السيرة النبوية لطارق السويدان2 2024.

كيف دخلت النصرانية ؟ وكيف دخلت اليهودية جزيرة العرب ؟ وكيف دخل الفرس جزيرة العرب ؟

حيث أن الفرس عندما بعث النبي  كانوا يحكمون اليمن , وكان أهل نجران نصارى , وأهل اليمن جزء منهم يهود وجزء منهم نصارى , فكيف حدث كل هذا والعرب لم تكن تعرف تلك الأديان ؟!

أما يثرب وخيبر فجاءها بعض اليهود من الشام هاجروا من الشام , وسكنوا خيبر , وسكنوا يثرب , لكن أكثر اليهود كانوا في اليمن , ونجران كلها كانت على النصرانية , وفارس كانت محتلة اليمن , فلنتحدث كيف حدث هذا , القصة طويلة وكثير من المؤرخين يبدأونها بقصة " ربيعة ابن نصر " .

" ربيعة بن نصر " رأى رؤيا في المنام يذكرها كل المؤرخين تقريبا الطبري وابن الأثير وابن كثير وغيرهم , وكان حينذاك المنجمين والكهان هم المسيطرون على أمور الناس وعبادتهم , فلما انتشر الشرك , وانتشرت الأوهان والدجل صار الكهان والمنجمين لهم شأن عظيم , فـ " ربيعة ابن نصر " استعان بالمنجمين في قصة طويلة خلاصتها أنهم ذكروا له أن الأحباش سيحتلون اليمن فقال لهم : متى يحدث هذا , قالوا : من 60 إلى 70 سنة , فخاف على أهله وذريته أن يتحكم بهم الأحباش فأمر أهله كلهم أن ينتقلوا من اليمن إلى العراق , فسكنوا الحيرة و سيطروا عليها – النعمان ابن المنذر من سلالة ربيعة ابن نصر – .

مات ربيعة ابن نصر ثم توارث الحكم من بعده في أبنائه , واستمر الأمر إلى أن جاء أحد أبناء " ربيعة ابن نصر " واسمه " تبان أسعد " وكان يسمى تبع – ملوك الروم تلقب بقيصر , ملوك الفرس تلقب بكسرى , وملوك الحبشة النجاشي , وملوك اليمن تلقب بتبع – فكان أشهر حكام اليمن " تبان أسعد " بلغ شأنا عظيما و كان ملكا عظيما غنيا كريما , وسيطر على كل اليمن , وكانت كل اليمن تخضع له , وأخذ يسافر من مكان إلى مكان للسياحة والتجارة , فذهب من اليمن في طريقه إلى الشام , وفي طريقه إلى الشام ترك ابن من أبنائه في يثرب للتجارة مع أهله , فأثناء ذهاب تبع إلى الشام حدث خلاف بين ابن " تبان أسعد " وأهل يثرب فقتلوه , فلما وصل الخبر " لتبان أسعد " رجع ليعاقب أهل يثرب لى ما فعلوه بابنه , وبدأ القتال بين أهل اليمن ويثرب واستمر القتال , وكان من أعجب ما رآه تبع ليس من ناحية القتال ولكن من ناحية الكرم كان أهل المدينة من شدة كرمهم يقاتلون " تبان أسعد " في النهار , فإذا صار الليل وانفصل الجيشان كانوا يرسلون له الطعام والموائد , فتعجب أي كرم هذا ؟! الإنسان يكرم أعدائه ؟ ! من يبلغ هذه الدرجة من الكرم ؟! لكنه كان مصرا على أخذ ثأر ابنه , وبينما هو كذلك إذ خرج اثنين من علماء اليهود إذ كانوا أصلا في الشام وجاءوا مهاجرين إلى يثرب , فخرجوا إلى "تبان أسعد " وطلبوا الحديث معه , فجلسوا إليه , فقالوا له : ماذا تريد ؟ قال : أخرب يثرب , قالوا : ما تستطيع , والله يهلكك الله قبل أن تخربها , فقال : كيف عرفتم ؟! قالوا : هذه مهجر نبي , فسألهم كيف عرفوا ؟! قالوا : هذا موجود عندنا في التوراة .

فلما رأى ذلك تعجب فسأل ماهي التوراة , فأخذوا يشرحون له ماهي التوراة وبدأوا يشرحون له التوحيد , فدخل هذا في قلبه فتهود " تبان أسعد " فآمن بدين اليهود , وترك المدينة وذهب إلى مكة , فكانت قبيلة هذيل تكره أهل مكة , وكانوا يكرهون أهل اليمن, فأرادوا أن يوقعون بين أهل مكة وأهل اليمن , فذهبوا إلى تبان أسعد وهو في طريقه فقالوا : هل لك إلى الجواهر والذهب والكنوز ؟ قال : نعم !! قالوا : في هذه القرية بيت يعظمه أهلها مملوء بالجواهر والكنوز واللآلئ , وفعلا كان العرب يدفنون الذهب والكنوز في الكعبة تكريما لها , حتى قيل أنه كان فيها غزالين من ذهب , فتبان أسعد هنا طمع , فجهز نفسه حتى يهجم على مكة , ويهدم الكعبة ويخرج كنوزها , وفعلا أمر الجيش بالاستعداد , الأحبار الإثنان اليهوديان كانا قد ذهبوا معه حتى يعلمون قومه اليهودية فشعروا بالحركة , فجاءوا إليه فقالوا له : ما شأنك ؟ قال لهم : أريد أن اهجم على هذه القرية واحصل على كنوزها , قالوا : ما أراد الهذليين إلا هلاكك , قال : كيف ؟ قالوا : ما علمنا لله على الأرض إلا هذا البيت , فتعجب , قال : ما تأمرونني , قالوا : عظمه وطف به , قال : وانتم لماذا لا تطوفون به وتعظمونه , قالوا : نفعل لولا أن قومه ملؤه بالأصنام ونحن علماء ما ينبغي لنا ذلك , ففعلا تبع استمع إلى حديثهم وذهب إلى مكة , وأخذ يطوف بها , ورأى رؤيا في المنام أنه يكسو الكعبة أي يغطي الكعبة بالثياب – ما كان للكعبة كسوة كانت بناء بدون كسوة – فأمر بذلك فصنعت كسوة للكعبة المشرفة من صوف ثم رأى رؤيا في المنام بأنه يغطيها بأفضل من ذلك , فأمر أن تغطى بالملائل وهي ثياب رقيقة من أفخر ثياب اليمن فكانت أول كسوة للكعبة – فكان أول من كسى الكعبة " تبان أسعد " تبع – ثم في كل عام كانت العرب تكسو الكعبة وكانوا يضعون كسوة فوق كسوة إلى زمن قريش " زمن عبد المطلب " حينها شعر العرب أن هذه الملائل من ثقلها ستهدم الكعبة فأمروا بنزعها , وصاروا يضعون كسوة في كل عام , وهذه قصة الكسوة .


hgsdvm hgkf,dm g’hvr hgs,d]hk2

جزاك الله خير اختي
يعطيك العافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.