تخطى إلى المحتوى

تَحْريضُ المُجَاهِدين في سبيلِ الله عَلى تَحْقيقِ عَقِيدةِ التَّوحيدِ ونَشرِها 2024.

تَحْريضُ ط§ظ„ظ…ظڈط¬ظژط§ظ‡ظگط¯ظٹظ† في ط³ط¨ظٹظ„ظگ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظژظ„ظ‰ طھظژط­ظ’ظ‚ظٹظ‚ظگ ط¹ظژظ‚ظگظٹط¯ط©ظگ ط§ظ„طھظ‘ظژظˆط­ظٹط¯ظگ وإقامتها ونَشرِها

وعلى مَحْقِ ط¹ظژظ‚ظگظٹط¯ط©ظگ الكُفْر وأهْلِها

عبد العزيز بن محمّد العراقي

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره . ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيّئات أعمالنا . مَن يهده ط§ظ„ظ„ظ‡ فلا مُضلّ له ، ومَن يُضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى عليه وسلّم .

أمّا بعد ،

فهذه رسالةٌ إلى المجاهدين في سبيل ط§ظ„ظ„ظ‡ في أرض العراق أوصيهم فيها بأن يُحقّقوا توحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ عزّ وجلّ في أنفسهم علماً وعملاً ، وأن يجتهدوا في دعوة الناس إليه ، ويجدوا في إقامته وإعلائه ونشره ، وفي قتال الكافرين الخارجين عنه ، وفي طمس عقيدة الشرك والكفر .
وذلك أنّ توحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى هو أصل الدين وأساس الملّة ، وهو دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً كما قال تعالى (وما أرسلنا مِن قبلك مِن رسولٍ إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون) [ الأنبياء:25 ] .
وهو رأس دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وفاتحة ما بُعثوا به إلى أقوامهم ، كما قال ط§ظ„ظ„ظ‡ عزّ وجلّ ( ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولاً أنِ اعبدوا ط§ظ„ظ„ظ‡ واجتنبوا الطاغوت ) [ النحل : 36 ] .
وقال تعالى ( قل هذه سبيلي أدعو إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ على بصيرةٍ أنا ومَن اتّبعني وسبحان ط§ظ„ظ„ظ‡ وما أنا مِن المشركين ) [ يوسف : 108 ] .
وكلُّ رسول يأمر قومه بِهذا التوحيد أوّل ما يدعوهم ، فيقول لهم : أُعبدوا ط§ظ„ظ„ظ‡ ما لكم مِن إلهٍ غيره .
وكان الرسول صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم يوصي الصحابة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهم أن يبدءوا بالدعوة إلى هذا التوحيد ، وتحقيقه وإقامته ، كما أوصى النبيّ عليه الصلاة والسلام معاذاً رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه لمّا بعثه إلى اليمن فقال له : ( إنّك تَقْدَم على قومٍ أهل كتاب فلْيكن أوّلَ ما تدعوهم إليه عبادة الله ) متفق عليه .
وفي رواية : ( أُدعهم إلى شهادة أن لا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأنّي رسول الله ) .
وفي رواية عند البخاريّ : ( فلْيكن أوّلَ ما تدعوهم إلى أنْ يُوَحّدوا ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى ) .
وقال تعالى ( الر كتابٌ أُحكِمتْ آياته ثمّ فُصّلتْ مِن لَدُن حكيمٍ خبير ألا تعبدوا إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ إنّني لكم مِنه نذيرٌ وبشير ) [ هود : 1الجيريا ] . فبِهذا التوحيد العظيم نزل كتاب ط§ظ„ظ„ظ‡ عزّ وجلّ .
وهذا التوحيد هو الحكمة في خلق الجنّ والإنس كما قال تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلا لِيعبدون ) [ الذاريات : 56 ] .
ومِن أجل إقامة هذا التوحيد كان قتال النبيّ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم لأهل الكفر ، كما أمر ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى بهذا فقال ( وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله فإن انتهَوا فإنّ ط§ظ„ظ„ظ‡ بما يعملون بصير وإنْ تَوَلَّوا فاعلموا أنّ ط§ظ„ظ„ظ‡ مولاكم نِعْمَ المولى ونِعْم النصير ) [ الأنفال : 39ـ40 ] .
فأمر ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى بقتال الكفار والمشركين حتّى يتحقّق توحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ عزّ وجلّ ويقوم ، وحتّى لا تكون فتنة أي شرك ، فما دام الشرك باقياً في أيّ بقعةٍ مِن الأرض فالقتال باقٍ . والله تعالى ينصر دينه ويُعلي كلمته ويعزّ جنده .
وقال النبيّ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم ( أُمِرْتُ أنْ أُقاتل الناس حتّى يشهدوا أن لا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأنّ محمّداً رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فَعَلوا ذلك عصموا مِنّي دماءهم وأموالهم إلا بِحَقّ الإسلام وحسابهم على الله) متفق عليه .
وقال النبيّ عليه الصلاة والسلام : ( بُعِثْتُ بين يدي الساعة بالسيف حتّى يُعبد ط§ظ„ظ„ظ‡ وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلّ رمحي ، وجُعل الذلّ والصغار على مَن خالف أمري ، ومَن تشبّه بِقومٍ فهو مِنهم ) رواه الإمام أحمد في المسند وحسّنه الشيخ الألباني رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ في ( إرواء الغليل ) (5/109) وهو في ( صحيح الجامع ) .
ونَصْرُ اللهِ عزّ وجلّ إنّما وعد به أهل التوحيد والإيمان ، كما قال تعالى ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) [ غافر :51ـ52 ] .
وقال تعالى ( وكان حقّاً علينا نَصْرُ المؤمنين ) [ الروم :47 ] .
وقال تعالى ( وعَدَ ط§ظ„ظ„ظ‡ الذين آمنوا مِنكم وعملوا الصالحات ليَستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين مِن قبلهم ولَيُمَكّننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولَيُبَدّلنّهم مِن بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومَن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) [ النور:55 ] .
فهذا وَصفُ مَن وعده ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى النَّصرَ : أنّهم يعبدون ط§ظ„ظ„ظ‡ لا يشركون به شيئاً ، ويقيمون عقيدة التوحيد .
وقد أرى ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى عباده نَصرَه لأهل التوحيد وتمكينه لهم ومَحقَه لأهل الشرك على مرّ العصور.
وأهل التوحيد هم أصحاب القلوب المطمئنّة بنصر ط§ظ„ظ„ظ‡ ، الموقنة بتأييد ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه لِعباده الموحّدين ، وهم أصحاب الأقدام الراسخة عند القتال ، كما وصف ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى رسوله صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم وأصحابه الكرام بذلك فقال ( الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشَوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا ط§ظ„ظ„ظ‡ ونِعْم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من ط§ظ„ظ„ظ‡ وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتّبعوا رضوان ط§ظ„ظ„ظ‡ والله ذو فضلٍ عظيم إنّما ذلكم الشيطان يُخوِّف أولياءَه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين ) [ آل عمران :173ـ175 ] .
وقال ط§ظ„ظ„ظ‡ جلّ وعلا ( ولمّا رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله وصدق ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً ) [ الأحزاب :22 ] .
وقال تعالى ( ولا تَهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) [ آل عمران :139 ] .
وقال عزّ وجلّ ( ولا تَهِنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون مِن ط§ظ„ظ„ظ‡ ما لا يرجون وكان ط§ظ„ظ„ظ‡ عليماً حكيماً ) [ النساء :104 ] .
فنهى ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه عباده عن الوهن والضعف ، فإنّ هذه الأوصاف ليست مِن صفات الموحّدين المتوكّلين على ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى الراجين مِن ط§ظ„ظ„ظ‡ فضله ونصره وثوابه .
وبعكس حالِ أهل التوحيد حالُ أهل الشرك والكفر ، فهم مغلوبون مخذولون ، ومرعوبون خائفون جبناء كما قال تعالى ( يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا ط§ظ„ظ„ظ‡ ينصرْكم ويثبّتْ أقدامكم والذين كفروا فتَعْساً لهم وأضلّ أعمالهم ذلك بأنّهم كرِهوا ما أنزل ط§ظ„ظ„ظ‡ فأحبط أعمالهم أفَلَمْ يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين مِن قبلهم دمّر ط§ظ„ظ„ظ‡ عليهم وللكافرين أمثالُها ذلك بأنّ ط§ظ„ظ„ظ‡ مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ) [ سورة محمّد صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم :7ـ11 ] .
وقال تعالى ( قل للذين كفروا ستُغلبون وتُحشرون إلى جهنّم وبئس المهاد ) [ آل عمران : 12 ]
وقال ط§ظ„ظ„ظ‡ جلّ وعلا ( ولو قاتلكم الذين كفروا لَوَلَّوُا الأدبار ثمّ لا يجدون وليّاً ولا نصيراً سنّةَ ط§ظ„ظ„ظ‡ التي قد خَلَت مِن قبل ولن تجد لسنّة ط§ظ„ظ„ظ‡ تبديلاً ) [ الفتح :22الجيريا3 ] .
وقال تعالى ( لن يضرّوكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يُوَلّوكم الأدبار ثمّ لا يُنصَرون ) [ آل عمران :111 ] .
وقال تعالى ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرّعب بِما أشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطاناً ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) [ آل عمران : 151 ] .

فصل

إذا عُلِم هذا فالواجب على كلّ إنسان أن يحقّق توحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ عزّ وجلّ علماً وعملاً ، وأنتم أيّها المجاهدون في سبيل ط§ظ„ظ„ظ‡ يجب عليكم تحقيقه ، فاحرصوا أشدّ الحرص على تعلّمه والعمل به ، وكل فرد مِن أفراد المجاهدين فإنّه مخاطب بِهذا الأمر ، لا يغني أحدٌ عن أحد ، فاطلبوا العِلْم بالتوحيد بتدبر كتاب ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى وسنّة النبيّ عليه الصلاة والسلام ، ففيهما الهدى والنور والكفاية ، وعندكم الكتب المصنّفة في بيان التوحيد بأدلّته وبراهينه فاحرصوا على دراستها وتدبّر ما فيها مِن العِلْم ، مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ في هذا الباب ، وهي كثيرة مِنها كتاب العقيدة الواسطيّة ، وكتاب الحمويّة والتدمريّة ، وكلامه في مجموع الفتاوى وفي كتبه المتفرّقة ، ومثل كتاب الردّ على البكري والأخنائي وغير ذلك ، ومثل كتب تلميذه الإمام ابن القيّم رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ ، ومثل كتب الإمام محمّد بن عبد الوهّاب رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ ، ككتاب التوحيد وكتاب الأصول الثلاثة وكشف الشبهات ونواقض الإسلام ، وله رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ كلام كثير جداً في بيان التوحيد مِن كتاب ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى وسنّة النبيّ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم ، يجده الطالب في رسائله المجموعة والمتفرّقة ، وأوصي أيضاً بشروح كتاب التوحيد مثل كتاب تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ ومثل كتاب فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن وغيرها مِن الشروح النافعة . وأوصي برسالة ( أصل دين الإسلام وقاعدته ) للإمام محمّد بن عبد الوهّاب وشرحها لحفيده الشيخ عبد الرحمن رحمهم ط§ظ„ظ„ظ‡ . وبرسالة ( أوثق عرى الإيمان ) و ( حُكم موالاة أهل الإشراك ) للشيخ سليمان رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ .
فهذه نبذة من الكتب النافعة في باب التوحيد ، فليحرص كلّ مجاهد عليها ، وعلى أمراء المجاهدين واجب تعليم الجنود ، فهم أمانة في أعناقهم ، وقد رأينا تقصيراً في هذا الباب مِن البعض ، وهذا التقصير مِن المنكر الذي يجب النهي عنه ، وهو مِن أسباب تأخّر النصر ، وتسلّط الأعداء ، ومفاسده كثيرة .

فصل

وعلى المجاهدين أن يعملوا بعقيدة التوحيد ويدعوا الناس إليها ، ويعلّموهم هذه العقيدة العظيمة ، وينشروها في الناس ، ويقيموها على الأرض ، حتّى يكون التوحيد هو وحده الدين الظاهر ولا دين سواه ، وحتّى يتحقّق التوحيد في كلّ قول وفعل ظاهراً وباطناً ، وحتّى يُلزَم الناس به ، ويُجتثّ الشرك وعقيدته الفاسدة مِن المجتمعات ، وتطهر الأرض مِنه ، وتُطمس معالمه وصوره وتذهب وتزهق .
فاجتهدوا أيّها المجاهدون في تعليم الناس عقيدة التوحيد مِن خلال نَشر الكتب النافعة ، ومِن خلال الدروس والمحاضرات ، وعلى الأئمّة والخطباء أن يولوا هذا الجانب قدراً كبيراً مِن الإهتمام ، فالناس بحاجة كبيرة إلى تعلّم التوحيد ومعرفة حقيقة دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، إذ لا يخفى ما نشأ فيه الكثير مِن البعد عن هذه العقيدة علماً وعملاً ، وهذا مِن أسباب ما يعيشه الناس اليوم مِن المحن والمصائب .
وأوصي المجاهدين بأن يجتهدوا كلّ الاجتهاد في محاربة أهل الكفر وفي محاربة الشرك وعقيدته الفاسدة ، واجتثاثه مِن الوجود ، ومِن ذلك تهديمُ تلك البقاع النجسة : ( المشاهد ) ، التي يُعبد فيها غير ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى بأنواع العبادة ، وطَمْسُها ومحقها ، وكذلك تهديم القباب وتحريق الرايات والصور وهدم الأصنام وتخريب بيوت الكفر والفساد كالحسينيّات فوق رؤوس أهلها ، وقطع التمائم والخيوط والخرز ونحوها وتحريقها وإذلالها . وكذلك تهديم الكنائس ونحوها مِن مواضع الكفر والشرك .
وبالجملة فيجب اجتثاث الشرك والكفر وتطهير الأرض مِنه ، وإظهار التوحيد وإشاعته وإقامته حتّى لا يبقى دينٌ إلا دين ط§ظ„ظ„ظ‡ عزّ وجلّ ، وحتّى يكون الدين كلّه لله .
ويدلّ على هذا أدلّة كثيرة :
مِنها أنّ النبيّ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم لمّا فتح مكّة ـ أعزّها ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ وجد عند البيت الحرام ـ شرّفه ط§ظ„ظ„ظ‡ ـ ثلاثمائة وستّون صنماً فجعل يطعنها بالقوس والأصنام تتساقط على وجوهها.
ومِنها أنّه لمّا رأى الصُوَر التي في البيت الحرام لم يدخل حتّى أمر بها فمُحِيتْ .
ومِنها أنّه عليه الصلاة والسلام عام الفتح بثّ سراياه إلى الأوثان فكُسرت كلّها ، كما بعث خالد بن الوليد رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه إلى العُزّى فهدمها .وبعث عمرو بن العاص رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه إلى سواع وهو صنم لهذيل فكسره وهدمه .وبعث إلى مناة فهُدّمتْ وكُسرتْ . وبعث عليه الصلاة والسلام المغيرة بن شعبة إلى اللات فهدمها وحرقها بالنار .
ومِنها أنّ النبيّ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم بعث جريراً رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه إلى ذي الخلصة وكان بيتاً في خثعم يُسمّى كعبة اليمانيّة فكسرها وحرقها .
ولمّا أراد رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم المسير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي يهدمه ، فهدم ذا الكفين وجعل يحشّ النار في وجهه ويحرقه .
ومِنها أنّ رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم بعث إلى مسجد الضرار مَن يهدمه .
ومِنها ما صحّ عن أبي بشير الأنصاريّ رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أنّه كان مع رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم في بعض أسفاره فأرسل رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم رسولاً : لا تَبْقيَنَّ في رقبة بعير قلادةٌ مِن وَتَرٍ أو قلادةٌ إلا قُطِعَتْ ) متفق عليه .
وعن أبي الهيّاج الأسديّ قال : قال لي عليُّ بن أبي طالب ( ألا أبعثكَ على ما بعثني عليه رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم أن لا تَدَعَ تمثالاً إلا طَمَسْته ولا قبراً مُشْرِفاً إلا سَوَّيْتَه ) رواه مسلم . وفي لفظ له : ( … ولا صورةً إلا طَمَسْتَها ) .
وعن ثُمامَة بن شُفَيٍّ قال : ( كنّا مع فضالة بن عُبيد بِأرض الروم بِرودسَ فتُوُفّي صاحبٌ لنا فأمرَ فضالة بن عُبيد بِقبره فَسُوِّيَ ثم قال : سمعت رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم يأمرُ بِتَسْوِيَتِها ) رواه مسلم .
وأمّا الكنائس ـ أخزاها ط§ظ„ظ„ظ‡ وأهلها ـ فإنّها تُهدم مِن عدّة وجوه : مِنها أنّه قد أجمع المسلمون على أنّ ما بناه المسلمون مِن المدائن لم يكن لأهل الذمّة أن يحدثوا فيها كنيسة .
فكيف وهؤلاء النصارى مع بنائهم لهذه الكنائس في مدائن المسلمين ليسوا أهل ذمّة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ في جزء الجهاد مِن مجموع الفتاوى ( 28/370 ) : ( وقد اتّفق المسلمون على أنّ ما بناه المسلمون مِن المدائن لم يكن لأهل الذمّة أن يُحدثوا فيها كنيسة ) .
ومِنها أنّ هذه المدائن التي فيها الكنائس سواء كانت هذه المدائن مما بناه المسلمون أو بناه النصارى فهذه المدائن قد سكنها المسلمون وظهرت فيها شعائرهم ، فلا يجوز إبقاء شيء مِن شعائر الكفر معها .
قال شيخ الإسلام رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ في ( 28/370 ) : ( والمدينة التي يسكنها المسلمون ، والقرية التي يسكنها المسلمون ، وفيها مساجد المسلمين لا يجوز أن يظهر فيها شيءٌ مِن شعائر الكفر ، لا كنائس ولا غيرها ) .
ولمّا فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أرض النصارى كان مما شَرَطَ عليهم أن لا يُحدِثوا في مدنهم ولا ما حولها ديراً ولا صومعةً ولا كنيسةً ولا قلايةً لِراهب ، وأن لا يجددوا ما خرب ، ولا يظهروا صليباً . وإلا فلا ذمّة لهم .
وعلى هذه الشروط العمل عند المسلمين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ في المجموع ( 28/379ـ380 ) عن هذه الشروط العمريّة : ( وشارطهم بِمحضر مِن المهاجرين والأنصار رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهم . وعليه العمل عند أئمّة المسلمين لِقول رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم : ( عليكم بِسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين مِن بعدي تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة ) . وقوله صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم : ( اقتدوا باللذَين مِن بعدي أبي بكرٍ وعمر ) . لأنّ هذا صار إجماعاً مِن أصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم ، الذين لا يجتمعون على ضلالة على ما نقلوه وفهموه مِن كتاب ط§ظ„ظ„ظ‡ وسنّة نبيّه صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم ) .
واعلم أنّ إبقاء المسلمين لهذه الكنائس على الشروط المأخوذة عليهم إنّما يختصّ بما كان موجوداً مِن قبل بأرضهم ومدائنهم التي فتحها المسلمون مما لا يسكنه أحد مِن المسلمين . وأما ما بناه المسلمون مِن المدائن أو ما بناه النصارى وسكنه المسلمون فهذه لا يجوز إبقاء شيءٍ مِن الكنائس فيها ويجب هدمها .فتنبّه لهذه المسألة . على أنّه قد ذهب بعض العلماء إلى وجوب هدم حتّى ما كان مِن قبل بأرضهم وأوطانهم التي لا يسكنها المسلمون . وكذلك لا يُحدِث أهل الذمّة في أرضهم التي لا يسكنها إلا هم ، لا يحدثوا كنيسةً ولا يجدّدوا ما خرب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ في المجموع ( 28/381ـ382 ) : ( وهذه الشروط ما زال يجدّدها عليهم مَن وفّقه ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى مِن ولاة أمور المسلمين ، كما جدّد عمر بن عبد العزيز رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ في خلافته ، وبالغ في اتّباع سنّة عمر بن الخطّاب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه حيث كان مِن العِلم والعدل والقيام بالكتاب والسنّة بِمنزلةٍ ميّزه ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى بها على غيره مِن الأئمة ، وجدّدها هارون الرشيد ، وجعفر المتوكّل ، وغيرهما ، وأمروا بِهدم الكنائس التي ينبغي هدمها ، كالكنائس التي بالديار المصريّة كلّها ، ففي وجوب هدمها قولان .ولا نزاع في جواز هدم ما كان بأرض العنوة إذا فُتحتْ ، ولو أُقِرّتْ بأيديهم لكونهم أهل الوطن كما أقرّهم المسلمون على كنائس بالشام ومصر ثمّ ظهرتْ شعائر المسلمين فيما بعد بتلك البقاع بحيث بُنيتْ فيها المساجد فلا يجتمع شعائر الكفر مع شعائر الإسلام ) .
وقول شيخ الإسلام هنا : ( ففي وجوب هدمها قولان ) هو في الكنائس المبنيّة مِن قبل في الأرض التي فتحها المسلمون ، أي في المدائن التي بناها النصارى وهي أرضهم وأوطانهم التي لا يسكنها إلا أهل الذمّة وليس عندهم مسلمون ، كما كان في برّ مصر كنائس قديمة أقرّهم المسلمون عليها حين فتحوا البلاد لمّا لم يكن يسكنها مِن المسلمين أحد ، وأمّا بعد أن سكنها المسلمون فلا يجوز إبقاء شيءٍ مِنها كما تقدّم . وانظر مجموع الفتاوى ( 28/372ـ الطبعة الجديدة ) أو ( 28/638ـ639ـ الطبعة القديمة ) .
وقال شيخ الإسلام في ( 28/370 ) : ( وقد اتّفق المسلمون على أنّ ما بناه المسلمون مِن المدائن لم يكن لأهل الذمّة أن يُحدثوا فيها كنيسة ، مثل ما فتحه المسلمون صلحاً وأبقوا لهم كنائسهم القديمة ، بعد أن شَرَطَ عليهم فيها عمر بن الخطّاب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن لا يُحدِثوا كنيسةً في أرض الصلح ، فكيف في مدائن المسلمين ؟! ) .
فتبيّن مِن الكلام السابق وجوب هدم الكنائس .

فصل

ومما أوصي به المجاهدين : تسوية القبور وهدم ما بُني عليها وإزالة ما زاد عليها ، كما شاع ذلك في المقابر واشتهر عند الناس حتّى صار لا ينكره إلا أقلّ القليل ، وفي الحديث الصحيح عن عليّ بن أبي طالب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أنّه قال لأبي الهياج الأسدي : ( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته ) .
وقد نهى النبيّ صلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلّم عن تجصيص القبور والبناء عليها والكتابة عليها والزيادة عليها كما هو معلوم ، ولذا فلا يجوز إبقاء شيءٍ مِن هذه المنكرات .
وبالجملة فهذا الذي أوصي به المجاهدين في سبيل ط§ظ„ظ„ظ‡ مما يجب فعله ، حتّى يُمحى الشرك كلّه ، ويكون الدين خالصاً لله عزّ وجلّ .
فاجتهدوا يا عباد ط§ظ„ظ„ظ‡ الموحّدين في محاربة الشرك وأهله ، مِن مختلف الأصناف والفرق وشتّى الإنتسابات ، وأشدُّهم في التمرّد أمّةُ الشرك والكفر والفسوق : الروافض عليهم لعائن ط§ظ„ظ„ظ‡ المتتابعة إلى يوم القيامة ، فهؤلاء الروافض أمّةٌ في كلّ كفر وغيّ وضلال وفساد وفسوق وفاحشة ، وهم مِن أجبن الناس وأشدّهم خوفاً وهلعاً ، وقد خبرناهم والله ورأينا ذلك مِنهم ، وليس الخبر كالمعاينة . وهذا مصداق قول ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى ( سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بِما أشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطاناً ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) فكل مَن كان نصيبه مِن الشرك أكثر كان رعبه وخوفه بِحسبه .
فجدّوا يا عباد ط§ظ„ظ„ظ‡ فيهم وفي غيرهم مِن أهل الشرك والكفر ، وقاتلوهم واقعدوا لهم كلّ مرصد ، واقمعوهم وشركهم . واعلموا أنّ ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى مع عباده الموحّدين المتّقين ، ينصرهم ويؤيّدهم ويسدد خطاهم ، فانصروه جلّ وعلا ينصركم ، واعلموا أيضاً أنّه سبحانه يخذل الكافرين ويهزمهم ويكبتهم.
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى ط§ظ„ظ„ظ‡ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم .

عبد العزيز بن محمّد ( أبو أسامة العراقي )
ربيع الثاني 1445 للهجرة

(( دينك دينك.. لحمك ودمك ))


ترقبوا ….

قريباً جداً….

استعدوا وشمروا عن سواعدكم….

********

وإن تمضى السنون..
فإنّا على الدرب ماضون..
بإذن ط§ظ„ظ„ظ‡ صامدون..
لربنا المعبود شاكرون..
سائلين أن يجنبنا الغرور..

إن هذه الأمة تغفو ولكن لا تنام
تمرض ولكن لا تموت
فلا تيأسوا ، ستردون عزكم بإذن الله


jQpXvdqE hglE[QhiA]dk td sfdgA hggi uQgn jQpXrdrA uQrAd]mA hgj~Q,pd]A ,kQavAih

اللهم انصر مجاهدينك في كل مكان انا في انتظار جديدك عزيزتي

الهم انصر المجاهدين في كل مكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.