تخطى إلى المحتوى

آداب النظر وأحكامه 2024.

  • بواسطة
ثانياً- ط¢ط¯ط§ط¨ ط§ظ„ظ†ط¸ط± :

1-أولها وأولاها ما دعا الله إليه المؤمنين { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .. } ،
والغض هو ترك التحديق واستيفاءِ ط§ظ„ظ†ط¸ط± .
يقول زهير بن كعب في لاميته :
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ———إلا أغنُّ غضيض الطرف مكحول
وقال عنترة في المذهبة :
دار لآنسة غضيض طرفها ————طوع العنان لذيذة المتبسم
وقال :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ——حتى يواري جارتي مثواها

ولأن الإنسان مأمور بأن يحافظ على قلبه من أي دخيل قد يفسده عليه ؛ فقد أمر الله تعالى بغض البصر .

جاء في صحيح مسلم من حديث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فقال : (( اصرف بصرك )) .

وعند أبي داود من حديث بريدة رضي الله عنه : (( يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة ))

وعند أحمد والترمذي من حديث علي رضي الله عنه ((يا علي إن لك كنزاً في الجنة وإنك ذ وقرنيها فلا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة )) حسنه الترمذي وهو كما قال . ورواة أحمد ثقات إلا ابن إسحاق صاحب السيرة وهو حسن الحديث لكنه مدلس ، ويرتقي إلى الحسن بشاهده .

إن نظرة الفجاءة معفو عنها لكونها وقعت من غير قصد ، ولكنها قد تؤثر في القلب وتفريه فري السم في البدن . ولذا كان غض البصر وكفه هو الأصل .
أخرج الطبراني والحاكم وصححه وفي تصحيحه نظر ؛ لأن فيه عبدالله بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه )) .
قال القائل :
كل الحوادث مبداها من النظر ——-ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها — فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والعبد ما دام ذا عين يقلبها ——–في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر ناظره ما ضر خاطره ———–لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

يقول الإمام الرباني ابن قيم الجوزية في كتابه المهم في بابه (الداء والدواء) : (والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع مانع ) أ.هـ ،

قلت : صدق الإمام واللهِ ، فإن أضفت إلى ما سبق في كلامه حرص الشيطان الذي يضرب بدفوف الغريزة والشهوة ، و أضفت الجِدةَ التي يعشيها كثير من الناس خاصة الشباب والفتيات ، والفراغَ الذي يقطع الأعمار ، ثم ضعفَ الإيمان وقلةَ اليقين . كانت النتيجة ضياع القلب وموتَه .

يقول الحجاوي شارح منظومة ابن عبد القوي : (( فضول ط§ظ„ظ†ط¸ط± أصل البلاء ؛ لأنه رسول الفرج -أعني الآفة العظمى والبلية الكبرى- والزنا إنما يكون سببه في الغالب النظرَ ، فإنه يدعو إلى الاستحسان ووقوع صورة المنظور إليه في القلب والفكرة ، فهذه الفتنة من فضول ط§ظ„ظ†ط¸ط± وهو من الأبواب التي تفتح للشيطان على بني آدم )) أ. هـ.
وكنتَ متى أرسلت طرفك رائداً ———لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيتَ الذي لا كله أنت قادر ————-عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولابن القيم رحمه الله
يا رامياً بسهام اللحظ مجتهداً———-أنت القتيل بما ترمي فلا تصب

قد يستصغر بعض الناس ذلك ويقول : ها أنا ذا أقلب طرفي يمنة ويسرة وما حدثتني نفسي بشيء .
وأقول له : كذبت في دعواك ! . فلا بد أن تتمنى ؛ لقوله صلى الله عليه في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً (( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة ، فالعينان تزنيان وزناهما ط§ظ„ظ†ط¸ط± ، والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع واللسان يزني وزناه الكلام ، واليد تزني وزناها البطش ، والرجل تزني وزناها الخطا ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرجُ أو يكذبه )) .

ثم انظر يا صاحب المقولة السابقة إلى قلبك نظرة واع معتبر هل تراه بعد النظرة كما كان قبلها ؟ هل ترى في نفسك الإقبال على الطاعة وقراءة القرآن والذكر ؟
كم من سُنَّة تركتها وضيعتها منذ أطلقت طرفك ؟ أين أنت من نوافل العبادات ؟ ألا تشعر بالكسل وبالتثاقل عن العبادة ؟ ما أمر خشوعك في الصلاة ؟ بل إن كنت من أهل القرآن أين القرآن الذي في صدرك ؟
ما زلت تتبع نظرة في نظرة ———-في وجه كل مليحة مليح
وتظن ذاك دواء جرحك وهـ ———-و في التحقيق تجريح على تجريح
فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا ——فالقلب منك ذبيحٌ ابنُ ذبيح

استمعت منذ زمن طويل لمحاضرة لفضيلة الشيخ أحمد القطان حفظه الله ورعاه بعنوان (سهام إبليس) ، ذكر فيها قصصاً كثيرة واقعية معاصرة عن صرعى ط§ظ„ظ†ط¸ط± … أُورد لكم قصة منها ..

يقول : كان بالعراق مؤذن شاب وكانوا في ذاك الزمن يؤذنون فوق المنائر ، وكان إمام المسجد يقول للمؤذن الشاب إذا أذنت وقلت الحيعلتين والتفت فأغمض عينيك ..
ولعل قصْده لئلا يكشف عورات الناس ، وسلك الشاب هذه الجادة … وظل على هذه الحال .. إلى أن جاءه خاطر إبليس اللعين مرة من المرات .. وما أشد خطرات إبليس الللعين !! وما أشد استغلاله للفرص !! ..
جاءه ولكأني به يقول له : ما السر في إغماضك عينيك ؟ أو أنت أعمى ؟!! افتح عينيك … ، ما الذي سيحصل ؟ ! ما هناك من بأس .. أتُراكَ ستتجيب لهذا الشيخ إمام المسجد ؟!! أنظر إلى الدنيا وأنت في علوها .. إنه منظر جذاب أخاذ .. ،
ويزين له ويزخرف …. ولم يزل به حتى فتح المسكين عينيه .. فتحهما لسهم مسموم فاتك … فتاة نصرانية كانت تعمل أو تكنس في فناء دارهم …
رآها وانصدع قلبه … اهتز كيانه …. عمل سم النظرة في بدنه … انتشر فيه انتشار النار في الهشيم ….

نزل الشاب من دون أن يكمل الأذان !! ، ومضى إلى البيت بيت النصراتية …
طرق الباب بقلب ملتاع قد استبد به السم وأحاط به وهن العشق ..
أجابته الفتاة : ما الذي تريد ؟ فازادت حرارة قلبه وازداد لظى السم في عروقه …
أجابها قائلاً: أريد الزواج بك !! .
قالت : أبي يحضر عند المغرب تعالى وخاطبه .

جلس الشاب على أعصابه والسم يفري قلبه … نسي كل شيء .. المسجدَ والأذانَ وإمام المسجد … لم يكن في قلبه إلا تلك الصورة التي ارتسمت على صفحة قلبه .. ليس في قلبه إلا تلك التي أرسلها الشيطان سهماً إلى فؤاده …

يتبع


N]hf hgk/v ,Hp;hli (3)

السلام عليكم..
سبحان الله .. تعجبت من قصة ذلك الشاب المؤذن !! فالنظرة سهم من سهام ابليس لعنة الله عليه..
فما أكثر المخالفات و الفتن في هذا الزمن !! ؟نسال الله العفو و العافية.

بوركت اخ همام على إثرائك لمثل تلك المواضيع الهامة .. ننتظر المزيد منها وجزاك الله خيرا..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك أختنا جهادية ..
وأشكرك على الإضافة القيمة ..
جزاك الله خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.