يحدثني العقيد الدكتور خالد الجبير الداعية المعروف واستشاري جراحة القلب ….وقد أجرى عملية في القلب لم يسبق إليها سميت باسمه ، أحسبه من الصالحين ولا أزكي على الله أحداً ، يذكر بأن الذنوب من أسباب أمراض الذبحة الصدرية ، ويذكر لي قصة امرأة
يقول : بأن جاراً له جاءه يطلب منه أن يكشف على زوجته ؛ لكونها تعاني من ألم في جهة القلب ، ولما أجرى د. خالد الفحوصات على المرأة تبين له أنها سليمة عضوياً ، فشرع يسألها : هل تحافظين على صلاة الفجر في وقتها ؟ قالت : أحياناً ، سألها عن باقي العبادت ، سألها عن الغيبة .. فقالت له : (انت طبيب والا مطوع ؟) قال لها : يا أختي أنت ما فيك مرض عضوي ، بل ما أنت فيه بسبب الذنوب والتفريط ..
يقول الدكتور وخرجت من عندي غير مقتنعة بكلامي ، وذهبت لتجري فحوصات في جدة كلفتها كثيراً ثم ذهبت إلى لندن وأنفقت كثيراً ، ولم تجد علاجاً عندهم ..
وعلاجها عندها .. ولكن { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} ..
نعم إن للذنوب ضرراً على البدن والقلب ، وأي منفذ أقرب إلى القلب من العين ؟!! .
إن فوائد غض البصر كثيرة ومنها :
1-تخليص القلب من الحسرة فإنه من أطلق نظره دامت حسرته .
ومَنْ كان يُؤتَى من عدوٍّ وحاسدٍ —–فإنِّيَ مِنْ عيني أُتِيْتُ ومِنْ قلبي
هما اعتوراني نظرةً ثم فكرةُ ———فما أبقيا لي من رقاد ولا لبِّ
هل يستوى من قَصَرَ طرفه على زوجه ، فزينها الله في عينه ، كمن أطلق بصره في الغاديات والرائحات ممن يروج لهن تجار الخنا والفجور في الفضائيات ؟!!
أي لذة سيجنيها وكل سهم يقع في قلبه أنكأ من الآخر ؟!!
يُقَلِّبُ الطرف فيما عجز عن تحصيلة ، فيَسْخَطُ على القدر الذي رماه بهذه الزوجة-بزعمه- !! .
ولربما كانت زوجته أجمل ممن يراهن وينظر إليهن ، ولكن الشيطان يزين الحرام ويبغض الحلال ..
ولربما فكر في إبراد ما في قلبه بارتكاب الفواحش ، وما درى أن هذا الإبراد هو اللظى بعينه ، وتراه كالمستجير من الرمضاء بالنار …..
وهكذا .. وهكذا … يصبح عبداً للشيطان كلما خرج من لذة نارية أدخله في أخرى أشد منها حتى يصليه معه في جهنم والعياذ بالله ، { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم } .
2-من فوائده أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه والجوارح ، كما أن إطلاق البصر يورث ظلمة وكآبة . ولذا – والله أعلم- عقب الله آية { الله نور السموات والأرض } بعد آية الأمر بغض البصر . ذكره ابن القيم في روضة المحبين .
3-غض البصر يورث صحة الفراسة ؛ فإنها من النور وثمرتِه . فإذا استنار القلب صحت فراسته .
عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً (( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله )) أخرجه الطبراني وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد ، وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث متكلم فيه ، وإن كان الحافظ صحح كتابه ، فإن في حفظه فحشاً وتخليطاً .
نعم أيها الأخوة إن القلب بمنزلة المرآة المجلوة تظهر فيها المعلومات كما هي ، والنظر بمنزلة التنفس فيها ، فإذا أطلق العبد نظره تنفست الصعداء في مرآة قلبه فطمست نورها كما قيل في ذلك :
مرآةُ قلبكِ لا تُرِيك صلاحَه ———- والنَّفسُ فيها دائماً تتنفسُ
وقال شجاع الكرماني رحمه الله -وكان من ذوي الفراسة- : ( من عَمَّر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغَضَّ بصره عن المحارم وكَفَّ نفسه عن الشهوات وأكل من الحلال لم تخطئ له فراسة ) .
4-غض البصر يفتح طريق العلم وأبوابه ، ويسهل أسبابه ، بخلاف إطلاقه ؛ لأنه كما أسلفنا نافذة القلب .
ولذا تجد من حرم نعمة البصر أشد توقداً في الذهن وحفظاً من غيره .
5- يورث القلب الشجاعة والقوة والثبات ؛ لأنه غَالَبَ شهوةَ النفس ، ومغالبة شهوة النفس هي مقياس القوة والشجاعة ، ولذا ثبت في الصحيح (( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب )) .
يتبع ..
N]hf hgk/v ,Hp;hli (5)
بارك الله بك ..وجزاك الله خيرا ..
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
الاخ الغزيز همام
مشكور اخي والله يعطيك الف عافيه على موضوعك الجميل والمهم
جازاك الله خير
اختك سموره