كيف للعبد أن يعرف أن ط§ظ„ظ„ظ‡ يريد له ط§ظ„ط®ظٹط± ؟ وقد انقطع الوحي، وخُتمت الرسالات برسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
◄ لقد أخبرنا ط§ظ„ظ„ظ‡ في كتابه، و في السنة المطهرة ببعض العلامات الدالة على محبة ط§ظ„ظ„ظ‡ للعبد، وإرادته للخير له، ومن هذه العلامات: إصابة العبد بالبلاء، أو توفيقه لحب العلم وتعلم الدين، وصاغ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه العلامات على شكل معادلة مكونة من شطرين:
الأول: فيه ط¥ط±ط§ط¯ط© ط§ظ„ط®ظٹط± من ط§ظ„ظ„ظ‡ للعبد.
والثاني: إصابته بالبلاء، أو تعلم العلم، حيث يقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ] رواه البخاري. ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ…] رواه البخاري ومسلم.
ما هو ط§ظ„ط®ظٹط± الذي يريده ط§ظ„ظ„ظ‡ للبعض من الناس ؟
يقول المناوي في هذا الخير:’أي: جميع الخيرات؛ لأن النكرة تفيد العموم، أو خيراً كبيراً عظيماً كثيراً، فالتنوين للتعظيم’. فقد يكون هذا ط§ظ„ط®ظٹط± في الرزق الوفير، أو البركة في المال، والوقت، والزوجة، والولد، والعمر، وقد يكون هذا ط§ظ„ط®ظٹط± في التوفيق للطاعات، واكتساب محبة الناس، وقد يكون هذا ط§ظ„ط®ظٹط± هو الحماية من شر شياطين الإنس والجن، وقد يكون هذا ط§ظ„ط®ظٹط± هو السعادة، والسداد في القرار، غيرها من أمور ط§ظ„ط®ظٹط± التي تُسعد الإنسان في دنياه وآخرته.
بماذا يستحق الخير؟
هذا ط§ظ„ط®ظٹط± الذي يريده ط§ظ„ظ„ظ‡ بالبعض لا يتحقق إلا إذا تحقق الشطر الآخر من المعادلة، وهذا الشطر مكون من علامات، منها: الإصابة بالبلاء، ومنها: التوفيق لتعلم العلم.
أولاً: البلاء: ولأن الأنبياء هم أحب الخلق إلى الله، وأحقهم بهذا ط§ظ„ط®ظٹط± الرباني، فهم أكثر الناس بلاءً، كما جاء في الحديث:[أَشَدّ النَّاس بَلَاءً الْأَنْبِيَاء , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ]رواه الإمام أحمد .
وقوله في حديث المعادلة:[ يُصِبْ مِنْهُ] أي: يبتليه بأنواع البلاء، ليثيبه عليه.
ويقول القاضي:’أي: يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته، وهي اسم لكل مكروه، وذلك لأن الابتلاء بالمصائب طب إلهي يداوي الإنسان من أمراض الذنوب المهلكة'[ فيض القدير 6/243].
ومن ط§ظ„ط®ظٹط± الذي يناله صاحب البلاء: تكفير الذنوب، حيث يقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ] رواه البخاري ومسلم .
ثانياً: التفقه في الدين : وهي العلامة الثانية لمن أراد ط§ظ„ظ„ظ‡ به الخير، حيث يحبب إليه تعلم العلم، ويزيد من همته في طلبه، كأن يكون رأساً في العلم، ثم ينقله للآخرين، فيسبب لهم الهداية الموجبة للأجر العظيم. يقول المناوي:’أي يفهمه أسرار أمر الشارع ونهيه بالنور الرباني الذي أناخه في قلبه، كما يرشد إليه قول الحسن: إنما الفقيه من فقه عن ط§ظ„ظ„ظ‡ أمره ونهيه، ولا يكون ذلك إلا لعامل بعلمه’.
والفقه لا يقتصر على علوم بعينها، بل حقيقة الفقه هو التقوى، ولا خير في فقه لا يوصل إلى التقوى.
يقول الغزالي:’إن حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب، ثم ظهر على اللسان، فأفاد العمل، فأورث الخشية فالتقوى’.
وكان الحسن البصري يغضب لمن ‘لقب’ الفقيه لمن يتعلم علماً بعينه، بل دأبه دوماً إرجاع من يحتك بهم إلى المعنى الحقيقي للفقه، فقد روى عنه عمران قال:قلت للحسن يوماً في شيء قاله: يا أبا سعيد ! هكذا يقول الفقهاء، قال: ويحك، هل رأيت فقيهاً قط، إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه.
أين ط§ظ„ط®ظٹط± ؟
إذا كان تعلم العلم والتفقه في الدين يتسبب في ط§ظ„ط®ظٹط± للمسلم سواءً في زيادة معرفته بالله تعالى، ودعوته للناس، وبروزه في المجتمع، واحترام الناس له، وسبباً في هداية الناس إلى آخر هذه المنافع الواضحة، فأين هذا ط§ظ„ط®ظٹط± فيمن يصاب بالبلاء؟
إذا عرفنا أن ط§ظ„ط®ظٹط± المقصود في الحديث لا يقتصر على المنافع الملموسة والدنيوية، وإنما يتجاوزه إلى المنافع المعنوية غير الملموسة، والأخروية، علمنا بأن ط§ظ„ط®ظٹط± الذي يجنيه المصاب بالبلاء كبير، وربما يتجاوز المتفقه بالدين.
فمن هذا ط§ظ„ط®ظٹط± :
تقوية معدنه بعد البلاء: فالذهب لا ينقى مما شابه من المعادن حتى يوضع في النار.
تعلمه للصبر: وفي الصبر خير كثير.
تكفيره للسيئات: كما جاء في الحديث:[مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ] رواه البخاري ومسلم .
علامة لحب ط§ظ„ظ„ظ‡ له: كما جاء في الحديث:[…إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ…] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد .
المنزلة العالية يوم القيامة:كما في الحديث:[ يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ ] رواه الترمذي .
الإحساس بنعمة ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه: فلا يشعر بنعم ط§ظ„ظ„ظ‡ إلا الذي يفقدها.
زيادة التقرب واللجوء إلى الله: فالإنسان يزداد لجوؤه إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ إذا شعر بالضعف والحاجة للعون، وفي هذا ط§ظ„ط®ظٹط± كثير.
الانكسار والتواضع بسبب البلاء.
أن يكون عظة لغيره… هذا بعض ط§ظ„ط®ظٹط± الذي يجنيه من أصيب بالبلاء.
____
من كتاب:’معادلات إيمانية’ للشيخ/ عبد الحميد البلالي
__________________________________________________ _
منقول من مفكرة الإسلام .
Yvh]m hggi hgodv fhguf]