و به نستعين
والصلاة والسلام على نبينا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين
وعلى آله وصحبة وسلم أجمعين
( حوار * )
بين أيدينا إنسان ذكراً كان أم أنثى ونرغب أن نشده إلى الله تعالى
هناك من الناس هداهم الله يستخدم أسلوبا منفرا .. وبدلا من أن يكسب يخسر ..
ولذا قالوا : أن الحكمة فوق العلم .. قد يكون لدى الإنسان بعض العلم ، لكنه يفتقد الحكمة فيهدم أكثر مما يبني ..
قال الله تعالى ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) فربط الخير الكثير بتحصيل الحكمة ..
فقد يكون الإنسان عالما .. غير حكيم، وكم رأينا ذلك .!!
وضربوا لذلك مثلا : إنسان يحضر وليمة حافلة ، فإذا به يقوم بين يدي الناس والطعام أمامهم
ليحدثهم عن الموت وشدائده ، والقبر وأهواله !!!!!
هو في الحقيقة قال ( حق ) و ( علم ) ولكنه فقد الحكمة ..
ليس هذا موطن الكلام عن الموت وشدائده والقبر وأهواله !!!
لفتة رائعة والله … كنت أتعجب حين أرى بعض هؤلاء ,, الآن انكشف السر
طيب نعود إلى القرآن الكريم ..
بين يديّ الآن ط³ظˆط±ط© يوسف وأنا أقرأ الآن قصته مع صاحبي السجن ..
سأتابع معك الآيات .. لحظة أفتح المصحف …… تفضل ..,
الآن يوسف عليه السلام أمامه شابان مقبلان عليه ..
وهو يرغب أن يدعوهما إلى الله عز وجل .. انتبه رعاك الله فما أروع هذا الدرس ..
تبتدئ قصتهما معه من الآية 36 … تابعني يرحم الله والديك ..
تفضل اخي أنا معك .. والمصحف أمامي ..
ركز .. قالا له ( نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين )هل تلاحظ شيئا هاهنا ؟
نراك من المحسنين
رائع .. رائع .. ماذا يعني ذلك؟
أساعدك : تأمل قولهما : ( إنا نراك من المحسنين )ا
يعني أنه كسبهم بمعاملته الطيبة بل أكثر من ذلك لذلك وصف بأنه من المحسنين
جميل بورك فيك .. لاحظا أنهما قال ( إنا نراك ) من ( المحسنين )ا
وهذا قبل أن يبدأ معهما ط§ظ„ط¯ط¹ظˆط© إلى الله .. فما هو الدرس الذي يمكن أن نخرج به من هذا ؟
حسن المعاملة .. الإحسان إلى الآخرين ..
.. ممتاز ( حسن المعاملة ) مع الجميع ..
أنه كان ( يحسن ) إليهما بصور كثيرة من الإحسان ..
حتى أن بعض المفسرين ذكروا صور عجيبة من إحسانه إليهما ..
وهذا كله قبل أن يتفوه معهما بالدعوة إلى الله .. !!
ومن هنا استخرج بعض العلماء قاعدة في ط§ظ„ط¯ط¹ظˆط© إلى الله : يقول :
إذا أردت أن تنجح في ط§ظ„ط¯ط¹ظˆط© إلى الله ، فعليك بادئ ذي بدء بسلاح ( الإحسان )!! ا
أحسن ثم أحسن ثم أحسن .. إلى من ترغب أن تدعوه !!!!!
وقد قررت السيدة المصون الجليلة أمنا عائشة رضي الله عنها ،
قاعدة عجيبة تؤكد ما استخرجه العلماء من هذه الآية
ماذا قالت رضي الله عنها ..؟
قالت السيدة عائشة : ( جُبلت القلوب على حب من أحسن إليها ) ا
بمعنى أن الإنسان الذي تحسن إليه ، فإنك تأسر قلبه ، فإذا أسرت قلبه
أمكنك أن تزرع في قلبه ما تشاء من أفكار !! كخطوة لاحقة ..
رائع ولكن هنا أقف دائما…ولا أستطيع التقدم…..فما هي الخطوة التالية
كان بعض الشيوخ الأفاضل الأجلاء حين يرى إنسان جديدا في حلقته
يحرص على أن يقدم له ألوانا من الإحسان تبهره
إلى درجة أنه يقوم بوضع نعلي الرجل وصفهما له حين يهم بالخروج من المسجد !!
المهم .. أن الإحسان أول سلاح في يد الداعية لا ينبغي أن يغفل عنه
هل نواصل مع الآيات .. لاحظ العجب الذي سيأتي ..
أكمل بارك الله فيك ..ونفعنا الله بك ..
لاحظ العجب الآن : يوسف عليه السلام ، بعد عمليات متواصلة من صور
( الإحسان ) التي أثمرت ثمرتها
بحيث رأينا هذين الشابين أقبل عليه في لهفة ..
لكنه لم يبادر إلى دعوتهما .. بل استعمل سلاحا آخر عجيبا ، قبل أن يشرع فيما يرغب ..
ماذا فعل هذه المرة ..؟
تأمل وأنت تقرأ قوله تعالى :
ا( قال : لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله .. ذلكما مما علمني ربي ) الآيات
ان يرجع أموره إلى الله .. و رد العلم والقدرة إلى الله .. وتذكيرهما بالله ؟
ما قلته شيئا طيباً .. ولكن ليس هذا الذي أريد ..
انتبه رحمك الله : قال العلماء : لقد بادر يوسف عليه السلام إلى خطوة عجيبة ..
قبل أن يفسر لهما الرؤيا التي يسالان عنها
ا( قال : لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله .. ذلكما مما علمني ربي )ا
إنه يقول لهما : إذا بهركما إحساني إليكم
فإن لدي من المواهب ما سوف يبهركما أكثر فأكثر
إنني أستطيع أن أخبركما بما سيأتي به أهلوكم من طعام قبل أن يصل إليكما !!!
وماذا يعني هذا..!؟
سؤال رائع وذكي .. ليبقهما في حالة شد أكبر وانجذاب أقوى ، ليصغيا إليه بشكل اكبر
إنهما أمام خارقة .. أمام أعجوبة .. في سلوكياته .. وفي أقواله .. وفي ثقته بنفسه
ولقد عرف عليه السلام ما يمكن أن يوقعه مثل هذا الخبر في نفسيهما
ولذا قال بعدها ( ذلكما مما علمني ربي ) .. ا
وكأنهما أخذا يتساءلان : من ربك ..؟ وكيف تعرفت عليه ؟
وكيف حصلت على هذه المواهب كلها ؟؟؟؟
فجاء الكلام بعد ذلك تعريفا بالله عز وجل ..
لاحظوا أول قضية طرقها معهما ( التعريف بالله ) ….. اعرف ربك
سبحان الله هذا الأسلوب نفسه يتخذه النصارى كثيرا ونحن غفلنا عنه..!!ا
قال : ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هو كافرون )ا
بعد أن قال ( ذلكما مما علمني ربي ) ..هل تلاحظ هنا شيئا عجيبا ؟
وضح أنتَ فقد خانني فهمي ..
==================
البقية تأتي ،، إن شاء الله
==================
أختكم المحبة لكم في الرحمن
الجوهرة المصونة
[fot1]وصلني[/fot1]
hFtk hg]u,m td s,vm d,stL[1 Dh
وبارك فيك
وسدد قلمك
موضوع رائع وجدير بالاهتمام
ولاشك أنه نتاج لتدبر القرآن
وفي القرآن من الأسرار والأحكام والحكم والفوائد الشيء الكثير
ومن نعم الله تعالى أنه يسير على المسلم
ولكننا قد نغفل عن تدبر القرآن الكريم
شكر الله لك مرة أخرى
ونور قلبك بالطاعة
وجعل القرآن حجة لك يوم القيامة
جزاك الله كل خير أيتها
الشهد
وفي القرآن الكريم كنوز لاغنى لنا عنها
من الناحية الدعوية والتربوية والأخلاقية وغيرها
فحري بنا تعلمها والعمل بها
[/align][/frame]
نفعنا الله واياكم بما نقول ونسمع ونقرا