بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على عبده ورسوله صفوته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين .
أما بعد : فإن الله جل وعلا أوجب على عباده أن يعبدوه ويتقوه ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ، قال الله عز وجل : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [COLOR=black]فنبه ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ أنه خلق الثقلين الجن والإنس ليعبدوه وحده ، وعبادته هي طاعة أوامره وترك نواهيه عن إيمان به ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ وإيمان برسله وعن إخلاص له في ط§ظ„ط¹ط¨ط§ط¯ط© وعن إيمان بكل ما أخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ومن هذه ط§ظ„ط¹ط¨ط§ط¯ط© التي من أجلها خلق الثقلان أن يعظموا أوامره ونواهيه ، وأن يصرفوا ط§ظ„ط¹ط¨ط§ط¯ط© له ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ وحده دون كل ما سواه ، وأن يطيعوا أوامره وأن ينتهوا عن نواهيه متبعين في ذلك ما دل عليه كتابه وجاءت به سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، فقد أمر الله بذلك عباده في آيات كثيرات كما قال عز وجل :[/COLOR] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [COLOR=black]فبين ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ أنه خلقهم ليعبدوه ويتقوه فقال [/COLOR]: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ أي وحدوه ، كما قال ابن عباس وغيره : كل عبادة في القرآن فمعناها التوحيد ، ثم أكد ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ ذلك بقوله : الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أي تتقونه جل وعلا بفعل أوامره وترك نواهيه ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ وتعالى ،
[COLOR=black]ثم بين ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ شيئا من الدلائل على استحقاقه للعبادة فقال جل وعلا [/COLOR]: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
فهو ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ خالق الأرض وما فيها من جبال وأشجار وأنهار وبحار وحيوان وغير ذلك ، وجعلها فراشا لعباده ليستعين بذلك عباده على أداء حقه ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ وتعالى فهو خلقهم ليعبدوه ويتقوه ، وخلق لهم ما في الأرض من النعم وأنزل لهم المطر من السماء ليستعينوا بذلك على طاعته
كما قال ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فالأرض مهاد ، والسماء سقف محفوظ ، وأنزل من السماء المطر وهو الماء الذي أخرج به ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ أنواع الثمرات وأنواع الخيرات رزقا للعباد ليستعينوا بذلك على أداء حقه وعلى ترك ما نهى عنه وعلى موالاة أوليائه وعلى معاداة أعدائه ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ وتعالى . وقال عز وجل : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
وقال ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ وقال عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا [COLOR=black]الآية وقال تبارك وتعالى [/COLOR]: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
[COLOR=black]وقال تعالى [/COLOR]: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وقال ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ الآية ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ ربهم وإلههم ومعبودهم الحق جل وعلا ، والدالة على أن المؤمنين به ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ هم أولى الناس بأن يعظموه ويتقوه وينقادوا لأمره ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ وتعالى وقد أنزل ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ الكتب على أيدي الرسل لبيان هذا الحق العظيم الذي من أجله خلقهم وأمرهم بالتقوى والعبادة ، فأنزل الله الكتاب العظيم القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بين فيه حقه على عباده وأوضح فيه تفاصيل ما شرع وأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ببيان ذلك والإرشاد إليه وتفصيل أحكامه كما قال عز وجل : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ فالله أنزل إليه الذكر وهو القرآن ليبين للناس ما أنزل إليهم ويشرح لهم ما قد يشكل عليهم ، فقام عليه الصلاة والسلام بالبيان والبلاغ أكمل قيام وأوضح للأمة دينها وشرح لها ما تحتاج إليه ، فما من خير إلا دلها عليه ، وما من شر إلا حذرها منه ، كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلم لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم أخرجه مسلم في صحيحه .
فكل الرسل عليهم الصلاة والسلام بعثوا بهذا الأمر ليدلوا الناس على خير ما يعلمون لهم ، وينذروهم شر ما يعلمون لهم . ونبينا صلى الله عليه وسلم هو أكمل الأنبياء رسالة ، وأكملهم بلاغا ، وأعظمهم نصحا ، فقد بلغ وأرشد وحذر ، ودل على كل خير ، وحذر من كل شر عليه الصلاة والسلام ومن ذلك أن الله ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ أمر عباده بالاتحاد والتعاون على البر والتقوى وأن يكونوا جسدا واحدا وبناءا واحدا ضد أعدائه ، وأن يتميزوا عن عدو الله الذي لم ينقد لأمره ، ولم يعظم أوامره ونواهيه ، ولم يخصه بالعبادة ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ وتعالى ، حتى يتميز حزب الله من حزب عدوه الشيطان ، وحتى يتميز أولياؤه عن أولياء عدوه الشيطان وحتى يتميز المطيعون له ط³ط¨طط§ظ†ظ‡ المتبعون لشرعه المنقادون لأمره والواقفون عند حدوده عن أعدائه الذين خالفوا أمره وتولوا أعداءه وتعدوا حدوده ولم ينقادوا لما جاء به الرسل ، فقال عز وجل : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله وجزاه الله خير الجزاء عن أمة الإسلام
fdhk prdrm hgufh]m ,j,pd]ih ggohgr sfphki
وبارك فيك وفي قلمك
وسدد قلمك
جزاكِ الله خير أختي الحبيبة الخنساء و بارك الله فيكِ