السؤال:
ما صحة هذا الحديث : ( دخل الملك جبريل على ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡
وسلم وقال : ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ بالباب ، ويستأذن أن يدخل عليك ، وما
استأذن من أحد قبلك ، فقال له : ائذن له يا جبريل . ودخل ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ
وقال : السلام عليك يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ، أرسلني ط§ظ„ظ„ظ‡ أخيرك بين البقاء في
الدنيا وبين أن تلحق بالله ، فقال ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بل
الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى . فوقف ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ عند رأس ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ
صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… ( كما سيقف عند رأس كل واحد منا ) وقال : أيتها
الروح الطيبة ، روح محمد بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ ، اخرجي إلى رضى من ط§ظ„ظ„ظ‡
ورضوان ورب راضٍ غير غضبان ).
الجواب:
الحمد لله
في قصة وفاة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… أحداثٌ كثيرةٌ ، روى فيها
الرواةُ الشيءَ الكثير ، ولكن خُلِطَ الصحيح فيه بالمكذوب ، وتساهل
الكثيرون في ذكر ما ليس له أصل ، وما لم يأت إلا من طريق منكر
متروك ، والذي يبتغي السلامة في هذا الباب ط¹ظ„ظٹظ‡ بالأحاديث الصحيحة
، إذ فيها الغنية والكفاية ، وفيها من وصف أحداث وفاة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡
عليه ظˆط³ظ„ظ… ما فيه العبرة والعظة والحكمة .
قال الحافظ ابن كثير رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ "البداية والنهاية" (5/256) :
" وقد ذكر الواقدي وغيره في الوفاة أخبارًا كثيرةً فيها نكارات وغرابة
شديدة ، أضربنا عن أكثرها صفحا لضعف أسانيدها ، ونكارة متونها ،
ولا سِيَّما ما يورده كثير من القُصَّاص المتأخرين وغيرهم ، فكثير منه
موضوع لا محالة ، وفي الأحاديث الصحيحة والحسنة المروية في
الكتب المشهورة غُنيةٌ عن الأكاذيب وما لا يعرف سنده ، والله أعلم " انتهى .
وبعد البحث في مرويات قصة وفاة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… لم نقف
على الحديث الذي ذكره السائل بهذا اللفظ لكن رويت أحاديث في
استئذان ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ على ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلفظ قريب مما
ذكره السائل ، ولكنها أحاديث ضعيفة حكم عليها العلماء بالنكارة
والوضع ، فمن ذلك :
حديث يرويه علي بن الحسين عن أبيه في قصة طويلة فيها ذكر
استئذان ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ على ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… ومخاطبته له .
وهذه قصة رواها الطبراني في المعجم الكبير (3/129) وفي كتاب الدعاء (1/367) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/35) : فيه عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ بن ميمون
القداح وهو ذاهب الحديث .
وكذلك حكم ط¹ظ„ظٹظ‡ الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (4/560) والحافظ
ابن حجر في "أجوبة بعض تلامذته" (1/87) وابن كثير في البداية
والنهاية (5/290) وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (5384) :
موضوع .
وحديث آخر يرويه ابن عباس رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنها ، وفيه ذكر ط§ط³طھط¦ط°ط§ظ† ملك
الموت على ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… في مرضه الذي قبض فيه .
رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/141) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/36) : وفيه المختار بن نافع وهو ضعيف .
وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/560) : وفيه المختار بن نافع منكر الحديث .
وأما تخييره صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… بين ط§ظ„ظ…ظˆطھ والبقاء في الدنيا ، وكذلك
قوله : ( بل الرفيق الأعلى ) فهذا ثابت عنه في الصحيحين من طط¯ظٹط«
عائشة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنها ، وقد سبق ذكره في جواب السؤال رقم (45841) فليرجع إليه .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين بالنسبة لقصة وفاة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡
وسلم ، ذكرت بعض كتب التاريخ أن ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ أتى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡
عليه ظˆط³ظ„ظ… يستأذنه على شكل أعرابي ، ما صحة هذا الكلام ؟
فأجاب رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ :
" هذا غير صحيح …لم يأته ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ ولم يستأذن منه ، بل خطب –
صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – في آخر حياته خطبة وقال : ( إن عبدا خيَّره ط§ظ„ظ„ظ‡
تعالى بين الخلد في الدنيا ما شاء ط§ظ„ظ„ظ‡ ، وبين لقاء ربه ، فاختار لقاء
ربه ) هكذا قال في آخر حياته ، فبكى أبو بكر ، فتعجب الناس كيف يبكي
أبو بكر من هذه الكلمات ، فكان ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… هو المُخيَّر
، وكان أبو بكر أعلم الناس برسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… ، هذا
الذي ورد ، أما أن ملك ط§ظ„ظ…ظˆطھ جاء يستأذنه فهذا غير صحيح " انتهى . "لقاء الباب المفتوح" (2/340)
ومن أراد المزيد من الأحاديث الصحيحة في قصة وفاة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡
عليه ظˆط³ظ„ظ… فليرجع إلى كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير (5/248) باب احتضاره ووفاته ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام ، وكذلك
كتاب "صحيح السيرة النبوية" تأليف إبراهيم العلي ، الباب السادس :
مرض الرسول – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – ووفاته .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب [/align]
p]de hsjz`hk lg; hgl,j ugn hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl
سدد الله قلمك
وجعلها في موازينك
وإياكم بارك الله فيكم
وجعل الله ذلك في موازين اعمالك ..
رعاك الله