يا ظ†ط³ط§ط، بيت حانون: أعوراتنا كشفت أم عوراتكن؟!
أيام قليلة قام جيش الإرهاب الصهيوني بالاعتداء على بيت حانون، وما هذه بجديد على جيش الصهاينة الذي ما فتئ يقتل إخواننا في فلسطين، في ظل عجز عربي منقطع النظير.
لقد ساءتنا وأحزنتنا صور أخواتنا الفلسطينيات في بيت طط§ظ†ظˆظ† المجيدة، وهن يتظاهرن منددات بالاحتلال ومتحديات الدبابات الإسرائيلية من أجل فك الحصار عن المسجد. وما كان مجرمو الحرب ليتركوا هذه المظاهرة التي لا تحمل فيها النسوة السلاح، تمر دون سفك للدماء. فأصبحت النسوة اللاتي لا يملكن إلا صوتهن هدفاً لدبابات وأسلحة العدو، فسقط نتيجة لذلك شهيدتان من مجاهدات بيت حانون.
لا أشك لحظة أن هؤلاء النساء اللواتي خرجن لفك الحصار عن المسجد، كن يعرفن أن السلاح الصهيوني بانتظارهن وأن بعضهن سيسقط شهيداً، ومع ذلك خرجن.
وفي الوقت الذي أرفع فيه رأسي عالياً فخراً بتلك النسوة، أطرق خجلاً وحزنا وأسى، مما وصل إليه أصحاب الرتب العسكرية والنياشين من فحول العرب، وهم يرون هذه المناظر، ويرون أخواتهم العزل صرعى برصاص جنود الاحتلال.
عندما كنت أنظر إلى وزراء الدفاع العرب على شاشات التلفاز، أو إلى الحاكم العربي الذي هو بالضرورة القائد الأعلى للجيش، كنت أنسى صورته متأثراً بعدد النجوم التي يضعها على كتفه، وكانت النياشين تغطي عضده حتى كوعه وصدره حتى بطنه. وكنت، ولا أزال أتساءل، من أين حصل الجنرال على تلك الأوسمة، وأي حروب تلك التي خاضها، وأية معارك تلك التي هزم فيها عدوه؟
وها هي ظ†ط³ط§ط، بيت طط§ظ†ظˆظ† الشريفة، يخرجن مدافعات عن رجولة حكامنا الميامين بصوتهن وبورودهن ورياحينهن.
بكل حال، لم أتوقع ولو للحظة واحدة أن تهتز نخوة حكامنا ووزراء دفاعنا لما حدث كما اهتزت نخوة المعتصم. ففحولنا وجهوا آلاتهم العسكرية التي اشتروها بمليارات الدولارات ليؤدبوا بها الشعوب العربية وليضمنوا ولاء تلك الشعوب لهم، ولاء بالقوة، ظاهره التصفيق وباطنه الكره وشكله المذلة.
لا أعتقد أن الصور التي بثتها وسائل الإعلام لنساء بيت طط§ظ†ظˆظ† ستكون أكثر أثراً على حكامنا من صور تدمير العراق ولبنان. ولن تكون أشد عليهم من أخبار اغتصاب الرجال قبل النساء في سجن أبي غريب، وكل هذا لن يكون أشد أثراً من علم حكامنا أن فلسطين كلها مغتصبة، وأن القدس مدنسة وأن العراق ثكلى وأن الأمة جريحة ومهانة. فإذا لم يؤثر كل ذلك في قادة جيوشنا فلن تؤثر صور بيت طط§ظ†ظˆظ† فيهم.
أقف في معظم الأحيان مشدوها، محتاراً، فاقد الصواب، كيف وصل هؤلاء الناس إلى وزارات الدفاع وإلى قيادة البلاد والعباد، وهم يرون الشعوب يذبح أولادها وتستباح حرماتها، وهم صامتون، ففي الأموات حراك أكثر منهم؟
بل وللحق، فهم يتكلمون بعد كل مجزرة، أشجعهم مندد بخجل، وأوسطهم مبرر، وأدناهم يحمل ظ†ط³ط§ط، بيت طط§ظ†ظˆظ† المسؤولية عن الجريمة، كيف لا، وقد حملوا حماس وزر تجويع الشعب الفلسطيني، وحملوا حزب الله مسؤولية تدمير لبنان، وحمُلوا من قبلُ الرئيس صدام حسين، مسؤولية احتلال العراق. وهم يرفعون الحمل عن إسرائيل في مقتل الحريري حتى يضعوه فوق ظهر سورية.
ما أبرع الحكام العرب في التنافس على قهر الشعوب، وما أشجعهم في الاعتداء على بعضهم، وما أمهرهم في تصارع وسائل إعلامهم ووزراء خارجيتهم.
كلنا يرى عورة حكامنا، فهي مكشوفة منذ زمن بعيد، حتى قبل 1948، ولكن ظ†ط³ط§ط، بيت طط§ظ†ظˆظ† كشفن هذه العورة أكثر، حتى يراها الأعمى ويدركها من لا إدراك له.
لم تكن عورة حكامنا هي التي كشفت فقط، فقد فُضحت منظمات حقوق الإنسان العربية، ومنظمات حقوق المرأة، وجيش المتغربين بثقافتهم، التي تصدعت رؤوسنا بكثرة مناداتهم بحرية المرأة، وعقدوا الندوات لمحاربة حجاب المرأة، وكم تشدقوا بالدفاع عن المرأة العربية المظلومة المضطهدة التي تعاني كل نقيصة في مجتمعات العرب والمسلمين، ولكنهم صمتوا صمت القبور، ولم ينبسوا ببنت شفة تعليقاً على مجازر الصهاينة بحق ظ†ط³ط§ط، بيت حانون، بل وبحق ظ†ط³ط§ط، فلسطين، وكذلك ظ†ط³ط§ط، العراق الأسير، ولم تأخذ عبير ذات الخمسة عشر ربيعاً، التي اغتصبها الأمريكان، ثم قتلوها وحرقوها، لم تأخذ حقها في وسائل إعلامهم، ولم يذكرها أحد على أنها امرأة انتهكت بأشد ما تنتهك به حرمة، أم أن جيش المتغربين هذا، لا يرى في ما حدث لعبير ونساء بيت حانون، ظلماً، بل لعله يراه عين العدل.
أليس الأحق بطوابير فاقدي الهوية هؤلاء أن يجعلوا يوم اغتصاب عبير، أو يوم استشهاد ظ†ط³ط§ط، بيت طط§ظ†ظˆظ† يوماً تلقى فيه الخطب ويعزى فيه بحرية المرأة التي جاءتنا بها أمريكا، فاغتصبت بها نساءنا وهتكت فيها أعراضنا?
أين أدبيات تحرير المرأة والسمو بالمرأة في خطابهم؟ أم أن خطابهم توقف عند الحجاب والختان وحرية الخروج على المجتمع؟ بل لعلي لم أجد فيما يقولونه عن المرأة أي ذكر لمجازر الصهاينة ضد المرأة على مدار ستة عقود اغتصبوا فيها فلسطين. أفلم يقتل الصهاينة خمساً وعشرين امرأة حاملاُ في مذبحة دير ياسين؟ أولم يقطعوا أيديهن وأصابعهن من أجل سرعة الاستيلاء على ذهبهن؟
ألم يغتصب الصهاينة النساء العربيات المسلمات في فلسطين على مرأى من أبنائهن وذويهن؟ ألم تفعل الصهيونية ذلك كله، بإشراف الغرب وأمريكا، وبأدبيات حرية المرأة وثقافة الحياة؟ ظ†ط³ط§ط، بيت طط§ظ†ظˆظ† كشفن العورة عن هذا الطابور، وأظهرنه عارياً قميئاً، دون ورقة التوت.
قتل الإنكليز يوماً ظ†ط³ط§ط، مصر اللاتي تظاهرن ضد الاحتلال، وأطلق عليهن قذائفه وصواريخه، وواجههن بالعربات المصفحة، وكن عزلاً، تماماً كما فعل الصهاينة في بيت طط§ظ†ظˆظ† وكما يفعل الأمريكان في العراق، إنه منهج واحد لمستعمر واحد.
رحم الله حافظ إبراهيم الذي هزّه اشتباك المتظاهرات في مصر مع جيش الاحتلال الإنكليزي، فكأنما صور مظاهرات نسوة بيت حانون:
فتطاحن الجيشان ساعات
تشيب لها الأجنة
فتضعضع النسوان
والنسوان ليس لهن قوة
ثم انهزمن مشتتات الشمل
نحو قصورهن
فليهنأ الجيش الفخور
بنصره وبكسرهن
"يا ظ†ط³ط§ط، بيت طط§ظ†ظˆظ† أعوراتنا كُشِفَت أم عوراتُكُن؟"
د.عوض السليمان
kshx fdj phk,k
لا حول ولا قوة الا بالله
للاسف اننا لا نملك اي حيله لا نملك الا الدعاء
والله ياختي اني عندما اشاهد التلفاز وهذه االجازر التي تحدث وانا عاجزه احس اني لا اسوى شي
نسأل الله تعالى أن ينصر الأمة و يكشف الغمة آمين