مع إشراقة شمس يوم جديد.. تطوى صفحات وأحداث، ويبدأ عالم آخر من أحداث جديدة.. فأرواح تعود إلى بارئها.. و أرواح تيأس وتركن إلى الكسل والخمول لعجزها عن تحقيق أي هدف من أهدافها في ما مضى.. و أرواح تحلق فرِحة بما أنجزت في الأيام الماضية و بما تسعى لإنجازه في الأيام الآتية..
لهذه الفئة أوجه كلماتي… وإلى الذين أنجزوا القليل و يسعون إلى التطوير والتجديد ..
إن الإنسان مهما كانت ظروفه معرض لخلل يحدث في حياته.. أو مشكلة تقلب كيانه.. أو حالة خمول تقتل نشاطه.. أو تغير يطرأ عليه فيجعله يضطرب..
لكن ذو الهمة و العزيمة لا يقف عند العقبات بل يواصل ويواصل.. لأن الأيام والدقائق والشهور والثواني والسنوات لا تعود أبدا لكنها سجل يحمل كل صغيرة وكبيرة.. كل حركة و سكنة.. كل كلمة وموقف.. كل إنجاز وكل خمول.. إنهم شهود إما للمرء وإما عليه ..
جاء في الأثر : ما من يوم يمر إلا وينادي فيه ابن آدم: يا ابن آدم.. أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد. فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة..
إن تأجيل العمل إلى اليوم المقبل.. لا يعني أنك فعلت الواجب.. لأن اليوم الذي انقضى دون فائدة سوف يطوى إلى يوم القيامة.. ولم يستغل بأي عمل، فكل يوم بحسابه..
إذن .. لابد من ظˆظ‚ظپط© على أطلال اليوم لنستذكر ما مضى ونحث نفوسنا على المسير في رحلة الحياة الشاقة ..
ماذا فعلت في اليوم الماضي ..؟؟
سؤال لطالما تبادر إلى ذهنك.. لطالما أشغل بالك.. هل فعلت شيء يستحق الذكر.. هل عبدت الله حق عبادته.. هل فعلت شيئا للأمة؟؟ هل زرعت نبتة في الحياة ينفعك ظلها بعد مماتك.. هل؟؟ وهل؟؟
لنسترجع معا شريط ذكرياتنا في أيام حوت الألم والسرور والإنجاز.. و لكل أن يفكر ويذهب بخياله .
إن المراجعة ضرورية ويترتب عليها بالتأكيد ماهو أهم منها وهو التخطيط للخوض في بحار الأيام القادمة..
ولا بد من وضع فكرة في البال.. (من لم يكن في زيادة فهو في نقصان ومن كان في نقصان فبطن الأرض خير له من ظهرها )
فلا ينبغي لك أن تقف في مكانك.. مهما كنت منجزا ومهما كنت مقصرا.. لا بد من التطوير وتنمية الذات وعمل المشاريع.. لا بد أن تكون حياتك التي وهبك الله إياها مغمورة بطاعته.. أن تكون مع الله تدعو إليه وتطور ذاتك لتنصر دينه.. و تحمل هم الأمة كما تحمل هم أمورك الشخصية..
إن من يكتب هذه الكلمات يتمنى منك هذه الوقفة البسيطة.. كما يتمنى لنفسه ذلك.. فمهما كان لا بد من المسير..
لا بد من تطوير كل شيء.. عبادة و عمل للأمة.. علم و دراسة.. جاء في الأثر (كل يوم لم أزدد فيه علما. فلا بورك لي بطلوع شمس ذلك اليوم).. العلاقات الاجتماعية، الأخلاق، الطموحات، التخطيط للحاضر و المستقبل..
كل هذا وغيره في مجال الحياة، و كل أدرى بنفسه وأولوياته وكيف يرتبها..
ليس لدي الكثير لأقوله، لكنها همسة في أذنك أرجو أن تعقِلها وأن لا تذهب هباءا..
قال تعالى : (( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ))
[/align]
[align=left]
بقلم وريشة:
هداية
[/align]
,rtm >>> td hg’vdr