أعلم أن أحزاننا كثيرة..وأن رصيد أحلامنا أصبح قليلاً ..
أعلم أننا نعيش في زمان غريب استباح كل الأشياء.. أعلم أن زماننا ابخل من أن يمنحنا ساعة صفاء جديدة..
إننا مازلنا نتسكع في الطرقات نستجدي زماننا البخيل حلماًجديداً..إن سحابات الدخان تطارد أنفاسنا مع مطلع كل صباح ..
وإن نسائم الربيع الراحل تهفو أحياناً مضى وليس لنا الحق فتذكرنا بعمر في استرجاعه…
أعلم أن ليالي الشتاء تحمل معها أحزان أيامنا وها نحن قد ودعنا عاماً من أعمارناً..
لكن دعينا الآن من أحزاننا..
الأشجار الصفراء الحزينة الربيع ويعيد أوراقها ورقة..ورقة..وسوف نعود مرة أخرى تسامرنا..ونسامرها ..وتخفف حرارة الأيام التي أخرقتنا..نجتمع تحت ظلاها كالطيور المهاجرة ..نحن ط§ظ„ط·ظٹظˆط± المهاجرة التي أرهقها طول السفر ..فلم تعرف لها وطناً ولا عشاً
ولا هوية ..
نحن ط§ظ„ط·ظٹظˆط± التي دفعت بها رياح الأيام إلى بلاد بعيدة ..كسرت بعض أجنحتها ..بعثرت الكثير من ريشها ..تركت الأيام ظلالها على ملامحها ..بددت أحلامها صغيرة ..ورغم هذا مازالت ط§ظ„ط·ظٹظˆط± تغني ..وتعيش ….وتحلم…
مازالت ط§ظ„ط·ظٹظˆط± رغم جراحات الأيام تنتظر ذلك الربيع المسافر البعيد ..ربما يعود وتعود ط§ظ„ط·ظٹظˆط± إلى أعشاشها لكي تغني من جديد..
صدقيني ما أسرع ما تتغير الأيام ..الخريف الصامت سوف يصير ربيعاً مشرقاً وادعاً جميلاً… الحزن الذي يكبل كل شىء في أعماقنا سوف يصبح فرحة كبيرة لا تنتهي ولا تغيب …
صدقيني أن للأيام رحيلاٍ …ومجيناٍ.. وللأحزان ظلال وللفرحة نشوة ..والعمر كل هذه الأشياء..
إننا في أحزاننا ندرك كم في جملية وعظمية لحظة السعادة ..حينما تتساقط منا بعض الأحلام تنبت من بقاياها أحلام من بقاياها أحلام أخرى أجمل وأعظم وأروع …
نتصور أحيانً أن ماضينا هو أجمل أيام عمرنا …وهو التذكارات التي جمعناها لكي نعيش عليها ..ثم ندرك بعد ذلك أن الغد جاء على غير ما توقعنا ..لقد جاء أكثر جمالاً من كل رصيد ذكرياتنا …
لن يكون الماضي أجمل أيام عمرنا …سوف يكون الغد أجمل منه كثيراً..ولن تكوم أحلامنا في الأمس هي كل ماكان عندنا …سوف نغرس في صحراء أيومنا أحلاماً أخرى أكثر ..المهم أن لا نترك الأيام تنسج خيوط اليأس والحزن والألم حولنا …
لا تتصوري أن ما عشناه شيئاً مضي ولن يعود …سوف نعيش الغد كما عشنا الأمس وبما أجمل …
حزينة أنت…أعرف كم أنت حزينة وأنا مثلك أكثر حزناً… لكن الأيام علمتني أن أجمل ما فيها أما نغرسه فوحه ننتظرها ولقاء نسافر من أجله آلاف الأميال … والشمس مهما غابت لابد أن تعود مرة أخرى …وأن الخريف مهما حمل للأشجار أحزاناً سوف تعود فرحتها مع كل ربيع قادم..
إننا نستطيع أن نبني فوق الأنفاق قصوراً ..وفوق الصحراء واحات جميلة ..
الأمل هو الشرار التي نستطيع أن تضئ منها ظلام أيامنا وحزن ليالينا ونعيد الابتسامة إلى كل شيء حولنا..
ما زلت أومن رغم المسافات البعيدة التي تركتنا بقايا ..أن الزمن سوف يلملم كل هذه الجراح ..وسوف تعود كل الأشياء الجميلة
تجمعنا مرة أخرى ..
أعلم كم أنت حزينة ..وكم أنا مثلك حزينة ..لكن دعينا نبتسم لأن ابتسامتنا ميلاد جديد…
u,]m hg’d,v hglih[vm>>>