تخطى إلى المحتوى

آداب النظر وأحكامه 2024.

الحمد لله رب العالمين …
إن من أعظم نعم الله تعالى التي أنعم بها على الإنسان نعمة البصر والنظر ، ولَكَمْ حُرِمَها أناس فأصبحوا في حالة يرثى لها . قال تعالى : { ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين } ، وقال سبحانه : { وهو الذي أنشأ لكم السمع الأبصار والأفئدة } ، وقال تعالى : { إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعناه سميعاً بصيراً } ، وقال تعالى : { قل أرأيتكم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به } .
و لِعظيمِ هذه النعمة الكريمة فقد جعل الله تعالى لمن حُرمها وصبر الجنةَ ؛ كما في حديث أنس الذي أخرجه البخاري وأحمد وغيرهما مرفوعاً : (( إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة )) .
بل كان فقد البصر من أعظم المصائب التي تصيب الإنسان ، أخرج البزار عن زيد بن أرقم رضي الله عنه : (( ما ابتلي عبد بعد ذهاب دينه بأشد من ذهاب بصره ، ومن ابتلي ببصره فصبر حتى يلقى الله لقي الله ولا حساب عليه )) . لكن هذا الحديث ضعيف ؛ لأن فيه جابر الجعفي وقد اتهم .
وعند أحمد بسند جيد -كما قال الحافظ- عن أنس قال : دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم نعود زيد بن أرقم فقال : ((يا زيد لو كان بصرك لُمَّ به وصبرت واحتسبت لتلقين الله عز وجل ليس عليك ذنب )) ، وفي معناه أحاديث عن أبي هريرة وابن عباس وغيرهما ، عند الترمذي والدارمي وأحمد والطبراني وغيرهم .
وكلنا يعلم حديث عابد بني إسرائيل الذي لم تشفع له عبادة خمسمائة سنة في وزن نعمة البصر التي أنعم الله بها عليه ، ولولا أن تداركه الله برحمته لهلك ؛ إذ ظن أن عمله المجرد سينجيه .
وتبقى هذه النعمة كأي نعمة من نعم الله تعالى التي أنعم بها علينا محلَ تفريط وتضييع من قبلنا ، وعدمِ مراعاة لحقها وحق الله فيها . ولا ندرك أهميتها إلا بفقدها .

ولقد تحرق قلب بشار بن برد العقيلي وهو يسمع قول غريمه حماد عجرد يهجوه ويشبهه بالقرد الأعمى ، ضرب بكفيه وقال : وما أفعل ؟ يراني فيصفني ولا أراه فأصفه .
هكذا أطلقها ابن برد ..صرخة مكلوم ، صرخة من فقد حبيبتيه … فهل منا من متعظ ومتفكر ؟!
ولكني أقول -كما قال الحق تبارك وتعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } – .
وهاهو بشار يسمع رجلاً ينشد عن بيت رجل فيصف له بشار مكان البيت ! ، وبعد هنيهة يعود الرجل ليقول : ما وجدته على الوصف ، فيأخذ بشار بيده ويدله على البيت ويقف به عنده ، ويشير إلى الباب بعصاه ثم ينشئ :
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم ————- قد ضل من كانت العميان تهديه ؟!!

البصر ، النعمة العظمى ، مدخل القلب ومقتله ، فما عساي أن أقول ؟ ،
وهذا موضوع كمفازة ترامت أطرافها ؟.. وشوارده كظباء أطلقت سيقانها للريح يمنة ويسرة ، والحال أني ضعيف والبضاعة مزجاة ، والعقبة كؤود ، فإلى الله المشتكى ، ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم .

ولكني أستعين الله في لَمِّ شعث هذا الموضوع الخطير والهام ، وأحاول جاهداً التركيز على بعض النقاط والمباحث التي أرجو أن تلم شعثه . وترضي الله تعالى قبل كل شيء ثم تؤدي غرضها من النصيحة والبلاغ . وها أنا ذا أخطو بخطوة أعرج في طريق طويل يحدوني قولهم : مالا يدرك جله ، لا يترك كله ….

يتبع …


N]hf hgk/v ,Hp;hli (1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
جزاك الله خير وبارك فيك …
الله يبارك لك في وقتك وجهدك ..
شكر الله لك أختنا الخنساء ، وأسأل الله تعالى أن يستجيب دعاءك ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.