اسم من أسماء ط§ظ„ظ„ظ‡ الحسنى نردده يوميا في صلاتنا دون أن نستشعره فنحن نقول في ركوعنا ( سبحان ربي العظيم ) ونردده تكررا ومررا ولكن هل حقا نعمل بمقتضاه
يقول الصالحون : أن الأيمان هو استشعار عظمة الخالق ولذلك آمرنا ط§ظ„ظ„ظ‡ بترديد اسمه العظيم في الركوع ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )
فقد قال ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )
وقال : (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )
والعظيم لا يعظم إلا عظيما فالله هو الذي وصف ذاته بالعظيم ووصف عرشه بالعظيم فهي ليست من الصفات التي ابتدعها البشر أي أن البشر ليسوا هم من وصفوا ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه وتعالى بالعظيم بل هو سبحانه من علمنا كيف نثني عليه ونصفه فقال لنا أنا العظيم ،
ولكن لماذا يعلمنا ط§ظ„ظ„ظ‡ كيف نعظمه وكيف نصفه؟ ولماذا لا يترك ذلك للإنسان ؟
خلق ط§ظ„ظ„ظ‡ البشر ومنحهم العقل ولكن هذا العقل ذو إدراك محدود فهو قاصر عن إدراك عظمة ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل وصفاته فهي فوق كل تصور ولذلك لا يستطيع العقل البشري ابتداع كلمات يصف بها ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل فالطفل الصغير يدرك أن هذه المرأة التي تعتني به هي أمه ولكنه لا يدرك مدى تعبها والمجهود الذي تبذله من اجل راحته فعقله الصغير لا يستطيع إدراك ذلك ولذلك نرى أن الأم تأخذ بترديد كلمات على مسامع طفلها تعلمه بها كيف يقدر عطائها ومجهودها فتقول له أنا أمك التي تعبت من أجلك وسهرت بقربك في مرضك فيبدأ عقل الطفل الصغير يستوعب صفات أمه وكذلك الحال مع البشر ( ولله المثل الأعلى ) فالله عز وجل يعلم عبيده كيف يعظمونه ويصفونه لان عقولهم لا تستطيع أن تقوم بذلك فيقول في كتابه العزيز : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
كما يعلمنا الرسول عليه الصلاة والسلام فيقول : ( لله 99 اسما من أحصاها دخل الجنة ) وأحصاها هنا بمعنى رددها واستيقن بها وعمل بمقتضاها .
فالإنسان عندما يصف غيره بأنه عظيم فيقول هذا رجل عظيم أو هذا الرجل قام بعمل عظيم يعنى بذلك حجم وضخامة هذا العمل وانه فعل يعجز الغير عن القيام به فهو اكبر من قدراتنا العادية .
وعندما يصف ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل نفسه بالعظيم فلأنه عظيم في خلقه وعظيم في فعله وعظيم في صفاته وعظيم في ذاته فالله عظيم سواء خلق أم لم يخلق ولكن الإنسان لولا فعله وانجازه لما كان عظيما .
وعظمة ط§ظ„ظ„ظ‡ تأتي من كونه الخالق القادر العليم البصير الجبار فكل صفات ط§ظ„ظ„ظ‡ تجعله عظيما فهو يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء ويرزق كل شيء فجميع صفات ط§ظ„ظ„ظ‡ هي صفات عظمة ولذلك جمع اسم ط§ظ„ظ„ظ‡ العظيم كل أسماء وصفات ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل .
كما أن عظمة البشر محدودة فالإنسان قد يكون عظيما في عمله ولكنه ليس كذلك في تعامله وقد يكون عظيما في خلقه ولكنه ليس كذلك في عبادته و عظمته تلك تنتهي بموته أما ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه وتعالى فهو عظيما في كل جانب وفي كل باب فأمره كله عظيم وفعله كله عظيم لأنه سبحانه عظيم في ذاته
وعندما علمنا ط§ظ„ظ„ظ‡ أسمائه وصفاته الحسنى جعل لكل اسم من أسمائه عطاء ورحمات تتنزل معه فانا عندما أدعو ط§ظ„ظ„ظ‡ بالرحمن إنما أرجو رحمته وعندما أدعو ط§ظ„ظ„ظ‡ بالرزاق إنما اطلب رزقه وعندما ادعوه بالعزيز فاني أريد العزة ولكن ماذا أريد عندما ادعوه بالعظيم هل أريد العظمة ؟
عندما يردد المسلم اسم ط§ظ„ظ„ظ‡ العظيم فهو يريد أن يعظم ط§ظ„ظ„ظ‡ اسمه في قلبه فكلما عظم اسم ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلب العبد عظم معه شرعه في حياته
( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )
فقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إنما نهيت أن أتلو القرآن في الركوع والسجود وأمرت أن أعظم ط§ظ„ظ„ظ‡ في الركوع وأدعوه في السجود )
فعندما يسجد المسلم لله عز وجل في صلاته أنما هو يتقرب من خالقه
( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) ففي السجود تذلل لله والتذلل لله عز ورفعه .
وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأحد صحابته : (سل تعطى ) فرد عليه الصحابي وكان شديد الفقر : ( أسألك مرافقتك في الجنة ) وكان عليه الصلاة والسلام يريد أن يعطيه شيئا من متاع الدنيا ولكن هذا الصحابي كان من الذكاء والإيمان بحيث انه طلب الآخرة فرد عليه الصلاة والسلام ( اعني على نفسك بكثرة السجود ) فالسجود إذا فيه دعاء وقربا من ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل .
أما الركوع فجعل لتعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ وعندما يكثر الإنسان من تعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ بالركوع وذلك بالذكر والثناء على ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه فسوف يشعر بمذاق رائع لهذا التعظيم وسوف يعظم اسم ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلبه فتعظم شعائره في حياته فيصبح الحلال واضحا والحرام واضحا ولا يخوض في الشبهات فعندما يمتنع عن الغيبة مثلا يكون بذلك قد عظم شعيرة من شعائر ط§ظ„ظ„ظ‡ .
فهذا أبو بكر الصديق رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه يضرب لنا مثالا رائعا في تعظيم شعائر ط§ظ„ظ„ظ‡ فقد وجدا يوما راعي لأغنام في الصحراء فطلب منه أن يسقيه فأعطاه شيئا من اللبن وبعد أن شربه أبو بكر سأل أن كانت له مهنة غير الرعي يعمل بها فرد عليه الراعي بأنه يقوم أحيانا بالتنجيم فأسرع أبو بكر بوضع إصبعه في فمه واستفرغ ما في بطنه وقال : ( اللهم لا تحاسبني بما امتصته عروقي )
كما أن عمر بن عبد العزيز رابع الخلفاء الراشدين كان أيضا ممن عظم اسم ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلبه فعظمته بذلك شعائره في حياته فهاهو جالس في مجلسه
يتباحث مع رعيته أمرهم ويستمع لهم على ضوء سراج قديم ذو نور خافت وبعد أن انصرف من عنده من الرجال دخل عليه احد أصحابه واخذ يسأله عن أحوال البلاد وأمور الشعب ثم سأله عن أحواله وأحوال أهله فقال له عمر : انتظر قليلا فقام إلى السراج فأطفأ شعله وساد الظلام في إرجاء المجلس فقال له الرجل لماذا أطفأت السراج يا أمير المؤمنين فرد عليه عمر وقد امتلأ قلبه بعظمة خالقه : إن زيت هذا السراج من بيت مال المسلمين فعندما كنت تسألين عن أحوالهم كان صرف هذا الزيت في حقه ولكن عندما سألتني عن أحوالى لم يكن هذا في حق المسلمين فليس لي أن استخدم مال المسلمين في غير حقهم .
هؤلاء أناس عظم ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلوبهم فعظمة شعائره في حياتهم وعظم حقه في سلوكهم فكانوا يخشونه وكأنهم يرونه ، وضح عنهم الحلال فاتبعوه ووضح عندهم الحرام فاجتنبوه وتركوا تسعة أعشار الحلال خوفا من الوقع في الشبهات والحرام هذا هو حالهم فما هو حال المسلمين اليوم
لقد اختلط عندهم الحلال بالحرام بل لقد أصبح الحرام هو الشائع والسائد في حياتهم وأصبح المنكر عادة في سلوكهم ولذلك لم ينكروه بل اخذوا يجاهرون به ويتباهون بفعله ، فالعري صغى على الستر فاصبح الستر والعفاف هو المستنكر فنحن نتعجب عندما نرى فتاه قد عفت نفسها والتزمت بالحجاب الشرعي بل ان هذه الفتاة ما ان تمشي حتى تلاحقها عبارات السخرية من الشباب والشابات ونظرات الشفقة من الكبار بأنها دفنت شبابها في كومة من القماش . فوا لله ما ابتليت امة محمد صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم كما ابتليت في عصرنا هذا على الرغم من كل الابتلاءات والحروب والنكبات التي أصابت أمه الإسلام إلا أن هذا الزمان وما فيه من فتن لهو أقسى واشد ،فالابتلاء ليس بانتشار الحرام ففي كل العصور والأزمان حتى في زمن نبينا محمد عليه السلام استبيحت حرمات ط§ظ„ظ„ظ‡ كالزنا والسرقة عند بعض المسلمين ولكن الابتلاء في الاستمتاع بممارسة الحرام ،و لقد أصبح بعض الصالحين من المسلمين في هذا الزمان يتمنون أن يعود الزمن إلى الوراء ليس إلى زمن نبي الرحمة محمد صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم و الصحابة الكرام فهذا من المستحيل ولكن لزمن كان المسلم يعصى به ربه ثم يستحي من أن يطلع الناس على معاصيه فيستتر ولا يجاهر بالمنكر فقد قال السلف الصالح الأعظم من الذنب أن تجد حلاوة ذلك الذنب في قلبك ، فالمسلمون في هذا الزمان يذنبون ولا يستحضرون مراقبة ط§ظ„ظ„ظ‡ لهم فيصرون على الذنب ويستلذون به وكل ذلك لأنهم جعلوا ط§ظ„ظ„ظ‡ أهون الناظرين إليهم ، فقد نظر أحد الصالحين لأحد القرى التي أنزل ط§ظ„ظ„ظ‡ بها عذابه فقال : ( هان ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلوبهم فهانوا عليه )
كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاهرت أمتي بالمعصية عم فيهم الوباء والطاعون ) ولم يقل اذا جاهر الناس بالمعصية لان الكفار لا دين لهم يردعهم عن هذه المجاهرة ولكن ما حجة المسلم ؟
كما أن على الإنسان أن لا ينظر إلى صغر ذنبه ولكن ينظر إلى عظمة من أذنب بحقه .
فهذه امرأة مسلمة من زمن كان ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلوب المسلمين عظيما كانت تعمل بغزل الصوف ولكن لم يكن في ذلك الزمان كهرباء تساعدها على الرؤية في الظلام فكانت تذهب في الليل وتجلس بالقرب من حراس الخليفة الذين كانوا يحملون شعلات من النار يضيئون بها المكان فتغزل غزلها على ضوء هذه الشعلات فتحركت عظمة ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلبها وذهبت تستفتي العلماء عن جواز بيعها لما تغزله على ضوء شعلة حرس الخليفة
ونحن في زمننا هذا نستبيح كل شيء لأننا لم نستشعر هذه العظمة .
( يا ابن آدم طهرت مظهرك للناس سنين ولم تطهر قلبك لله ساعة )
فعندما تشعر بان ط§ظ„ظ„ظ‡ لم يبلغ تلك العظمة في قلبك وفي سلوكك فردد اسم ط§ظ„ظ„ظ‡ العظيم
والمسلم إذا عظم ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلبه عظم أيضا مواسم الطاعات في وقته فنحن نعظم رمضان ونعظم موسم الحج ونعظم الثلث الأخير من الليل ونعظم القرآن ونعظم أولياء ط§ظ„ظ„ظ‡ وعلماء الدين لان ط§ظ„ظ„ظ‡ عظمهم وألبسهم رداء الهيبة والوقار
ولكن كيف نعظم ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلوبنا ؟
بأن نحل حلاله ونحرم حرامه ونتبع شرعه ونرطب ألستنا بذكر فالله سبحانه وتعالى خص الإنسان من دون مخلوقاته بخاصية التعظيم
فقد قال ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى في الحديث القدسي : ( ما وسعتني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن )
فما يستشعره المؤمن إذا صح قلبه وصلح إيمانه من تعظيم لخالقه يفوق كل المخلوقات
وكلما ازداد المسلم تفكرا في هذا الكون ازداد تعظيما لله ولذلك حرص علمائنا على دراسة الإعجاز العلمي في القرآن والذي هو حجة على المسلم قبل الكفار واثبات لعظمة وقدر خالق هذا الكون فالله عز وجل يقول في محكم آياته (غُلِبَتِ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) وقد اثبت التاريخ ان الروم غلبوا في منطقة البحر الميت وهي ما تؤكد الدراسات الجيولوجية الحديثة انها ادني بقعة على الارض
وهذا لهو دليل على عظمة الخالق .
سبحانك يا ربنا العظيم ما عبدناك حق عبادتك وما شكرناك حق شكرك ،اللهم اجعلنا ممن يوقرونك ويجلونك ويعظمونك ، اللهم عظم اسمك في قلوبنا حتى نخشاك وكأننا نراك
avp ghsl hggi ( hgu/dl)
ورد خطأ ذكر عمر بن العزيز رابع الخلفا ء الراشدين والصحيح خامس الخلفاء الراشدين