تخطى إلى المحتوى

طرق الشيطان الرجيم في إضلال العبيد 2024.

يشكل عالم الشياطين العدو الخفي والأشد ضراوة على بني آدم، فهو لا يفتأ يفسد أخلاق بني آدم وعقائدهم، ويورث بينهم العداوة والبغضاء، لذلك فلا غرو أن تتواتر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في بيان خطر هذا العدو، وسبل إضلاله وإفساده، حتى يحذره الناس، ويكونوا في مأمن من مكره وشره .

وقد بسط الله سبحانه القول في ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† في آيات كثيرة، وأوضح طرائق إضلاله وإغوائه في بيان جلي أقام به الحجة على الخلق، وأزال به كل عذر لمعتذر.

فمن تلك الآيات قوله تعالى:{ إن ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }(فاطر: 6) وهذا إعلان صريح بعداوة ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† لبني آدم عداوة لا هوادة فيها ولا مجاملة، وأن على العباد أن يقابلوا هذه العداوة بمثلها، { فاتخذوه عدوا } .

ولم يكتف بهذا الإعلان وإنما أتبعه بآيات كثيرة تبين سبل إغواء ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† وإضلاله للعباد، فقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† ومن يتبع خطوات ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر }( النور:21) ففي هذه الآية بيان للطريقة التي يتعامل بها ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† مع ضحاياه، فهو لا يهجم عليهم دفعة واحدة ليخرجهم من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، بل يتدرج للوصول إلى هدفه، وينظر نقاط الضعف في الشخص، ويحاول أن يلج من خلالها، فإن وجد فيه قوة في دينه أتاه من جانب المباحات، وحرّضه على الإكثار منها ليضيّع عليه بعض المستحبات، ثم لا يزال به حتى يتهاون بالسنن، وهكذا حتى يتهاون في الواجبات .

وإن وجد في الشخص غلوا وميلا نحو التطرف في جانب من جوانب الدين حبب إليه البدع والمحدثات، ثم لا يزال به حتى يجعل منه حامياً لها مدافعاً عنها، بل وركنا من أركانها.

وإن وجد في الشخص تهاونا في الواجبات، وانهماكاً في المحرمات، فتلك الغنيمة الباردة حيث لا يزال يحثه على التفلت من الفرائض، ويحرّضه على الإكثار من فعل الحرام، حتى يصبح عديم الدين والخلق .

ولا يكتفي ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† بإضلال العباد فحسب بل يتبع إضلاله تزينناً لباطله، فلا يدع ضحاياه فريسة لتأنيب الضمير، وأسرى لتقريع المواعظ، وإنما يحاول أن يبقيهم في سلام داخلي مع أنفسهم بأن يزين لهم أعمالهم، فلا يشعروا بأي نفور عنها، أو أنها مخالفة للفطر والعقول، قال تعالى: { وزين لهم ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† ما كانوا يعملون }ْ(الأنعام:43) وقال أيضا: { وإذ زين لهم ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† أعمالهم }(الأنفال:48) ويأتي هذا التزيين على شكل مبررات يسوقها ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† لضحاياه لتبرير أفعالهم؛ فالذي يزني ويأتي الفواحش يزين له أنه يمارس حريته الشخصية، والذي يسرق ويختلس يزين له أنه يستعين بذلك على تكاليف الحياة، والذي يمارس الدكتاتورية والقهر يزين له أنه يحافظ على وحدة الشعب وتماسكه من الدعوات الطائفية والعرقية، وهكذا دواليك .

ومن العجيب أن أسلحة ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† في ذلك لا تخرج عن التأثير النفسي، وهو ما سماه الله ب"الوسوسة" وهي حديث النفس والكلام الخفي الذي لا يُسمع، فالشيطان يوسوس في صدور الناس ويأمرهم بالمنكر وينهاهم عن المعروف، وقد مكنه الله من مخاطبة النفس والإيحاء إليها، قال تعالى: { قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس }(الناس:1-6) فالوسوسة هي سلاح إبليس الأمضى، وما أخرج آدم – عليه السلام – من الجنة إلا وسوسة إبليس، قال تعالى:{ فوسوس إليه ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى }(طه:120) ورغم افتقاد إبليس للسلاح المادي في الإضلال إلا أنه قد أغوى أكثر الخلق – والعياذ بالله – وكان لوسوسته تأثير كبير على ط¥ط¶ظ„ط§ظ„ البشر، يساعده في ذلك موافقة أهواء النفس وشهواتها لما يدعو إليه، فيجتمع على العبد نفسه وشيطانه فلا يقف أمامهما إلا خالص المؤمنين وإلا فالغالب يقع في أسر ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† وسلطانه وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة .

هذا مع أن الله قد أخبر أن { كيد ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† كان ضعيفا }(النساء:76) إلا أن ضعف النفس البشرية أمام المغريات قد أعطى لضعف ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† قوة، ذلك أن قوة العدو في أحيان كثيرة لا تستند إلى قوة ذاتية بقدر ما تستند إلى ضعف الخصم وتراخيه واستسلامه؛ لذلك كانت الآيات القرآنية منصبة على التحذير من وسائل ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† وأساليبه في الغواية من أجل تقوية النفس البشرية، وتحصين دفاعاتها .

فذكر الله سبحانه حقيقة مطالبه وغايات دعوته، وأنها لن تؤدي بالإنسان سوى إلى الشقاء في الدنيا والآخرة، فقال سبحانه:{ ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء }(البقرة:268 )، فالشيطان لا يريد إسعاد البشرية بل إهلاكها، ولا يريد غنى البشرية بل إفقارها، ولا يريد طهارة البشرية بل تدنيسها !!

وبين سبحانه أن من غايات إبليس إيقاع البشرية في النزاعات الداخلية والخارجية، وإشعال الحروب والعداوات بين المؤمنين، قال تعالى: { إنما يريد ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون }(المائدة:91).

وبين أن كل الرذائل والمنكرات والفواحش مصدرها إبليس اللعين، قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† فاجتنبوه لعلكم تفلحون }(المائدة:90) .

وفي إطار الصراع الشامل بين الخير والشر ومعسكر الإيمان ومعسكر الكفر يستعمل ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† في سبيل هزيمة المؤمنين أساليب متعددة منها؛ نشر الخوف والذعر فيما بين المؤمنين، قال تعالى:{ إنما ذلكم ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }(آل عمران:175) قال مجاهد: "يخوف المؤمنين بالكفار"، والخوف إذا استبد بالإنسان يفقده كل قدرة على المبادرة، ويشل تفكيره، ويجعله ضمن مخططات الغير, فلا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعاً .

ومن أساليب إبليس التي يتبعها لهزيمة المؤمنين نشر الإشاعات الكاذبة والأخبار المحبطة، قال تعالى { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† إلا قليلا }(النساء:83 ) في دلالة ظاهرة على أن نشر الإشاعات الكاذبة ما هي إلا من وحي ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† ووسوسته يريد بذلك تخذيل المؤمنين وإضعافهم .

وفي سبيل محافظة إبليس على معسكر الشر خاضعا وتابعا له، فإنه يبدأ معهم بالأماني والأحلام، فيعدهم النصر على المؤمنين، ويعدهم الغنى والرفاهية والثراء، قال تعالى: { يعدهم ويمنيهم وما يعدهم ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† إلا غرورا }(النساء:120) غير أنه لن يكون مصير هؤلاء الحالمين أتباع ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† سوى الفشل والخذلان، قال تعالى: { وكان ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† للإنسان خذولا }(الفرقان:29) .

منقول


‘vr hgad’hk hgv[dl td Yqghg hgufd]

نقل موفق غاليتي

الجيريا الجيريا

جزاك الله خير

موضوع مميز

نعوذب بالله من الضلال

عشووووووووووووووقه

بنت الإسلام

أسعدني مروركن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.