تخطى إلى المحتوى

علماء مكة المكرمة يدينون جريمة التطاول على الرسول 2024.

الإسلام اليوم : الرياض / سعد بن أحمد
26/12/1426 1:34 م
26/01/2017

بعد الجريمة البشعة والسلوك الهمجي الذي أقدمت عليه بعض الصحف في الدانمارك والنرويج مؤخرا ، والمتمثل في محاولة الإساءة للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – من خلال بعض الرسومات المسيئة ، وفي سياق الحملة العالمية للتنديد بهذا السلوك العدواني الذي يعكس مدى الحقد والكراهية لكل ما يمت للإسلام بصلة ، أصدرت مجموعة من ط¹ظ„ظ…ط§ط، مكة ط§ظ„ظ…ظƒط±ظ…ط© بالمملكة العربية السعودية بيانا أكدوا فيه استنكارهم الشديد لهذه الجريمة ، متوجهين " للعالم بأسره بهذا البيان إحقاقا للحق ، وذبا عن عرض سيد الخلق – صلى الله عليه وسلم – وذودا عن حياض الدين ، مناشدين أهل الإسلام من الحكام والعلماء ، والدعاة ورجال الأعمال والإعلام ، بأن يضطلعوا بواجبهم الشرعي في هذا الصدد " كل من موقعه وبحسب جهده وطاقته . وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان مكة في الذب عن سيد البشرية صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين، ناصر عباده المؤمنين ولو بعد حين، ونشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، ونصلي ونسلم على رسول رب العالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد: فقد امتن الله سبحانه وتعالى على الثقلين ببعثه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة منه عز وجل لخلقه، مصداقًا لقوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" [الأنبياء: 107]، فأخرج الله بهذا النبي الأمي عليه أفضل الصلاة والسلام والتسليم الناس من الظلمات إلى ا لنور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن العذاب إلى الرحمة، بعدما اجتالتهم الشياطين عن صراط الله المستقيم، فأشرقت الأرض بنور الرسالة المحمدية، ورغمت أنوف المبطلين وانخنس الكفر وأهله، مصداقًا لقوله تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة: 33]، وقد كان في مقدمة ركب الشيطان ممن شرق بالبعثة المحمدية –على رسولها أفضل الصلاة والسلام- بعضُ أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فقد امتلأت قلوبهم غيظًا وحقدًا وحسدًا للإسلام وأهله مصداقًا لقول الله تعالى: "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ " [البقرة: 109]، وقال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً" [الفرقان:31]، وقال تعالى: " {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" [البقرة: 120]، وهؤلاء الظالمون المعادون لدين الإسلام وللبشير النذير عليه أفضل الصلاة والسلام، هم في حقيقة الأمر يقومون بأكبر ط¬ط±ظٹظ…ط© في تاريخ البشرية، إذ إنهم يحولون بين الناس وبين أكبر نعمة امتن الله بها على الإنسانية، ألا وهي نعمة الإسلام، كما أنهم في ذات الوقت يعرضون من سار في ركابهم واتبع ضلالهم لسخط الجبار –عز وجل- ومقته في الدنيا والآخرة، وإن المتأمل في الوقائع والحوادث في ماضي الزمان وحاضره ليظهر له بجلاء عداوةُ وكيدُ فئات من أهل الكتاب من اليهود والنصارى للأمة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وتزداد عداوة بعض المغضوب عليهم والضالين للمسلمين ويزداد جنونهم وجنوحهم عن قواعد العدل والعقل كلما ازداد انتشار الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجًا، فعند ذلك يزداد حقدهم وحسدهم، وتطيش أحلامهم وأفهامهم، فتتوالى من قبلهم الحملات الجنونية الظالمة على كل ما هو مقدَّس ومعظمٌ في دين الإسلام، وكان من آخر ما حدث في هذا المجال: الحملة الظالمة الآثمة التي تولى كبرها وحمل لواءها بعضُ وسائل الإعلامِ المقروءة في دولتي (الدنمارك والنرويج) عندما أظهرت سيد البشرية –فديناه بالآباء والأمهات- صلى الله عليه وسلم في بعض الرسومات الكاريكاتيرية الساخرة المسيئة، متجاوزة حدود المنطق والعقل، ومنفلتة من كل القيم والمبادئ والأعراف في استهتارٍ واضحٍ بدين الإسلام الذي يدين به ما يزيد على المليار نسمة من البشر على ظهر المعمورة.
وإن أهل العلم والدعوة في قبلة المسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين مكة ط§ظ„ظ…ظƒط±ظ…ط© شرَّفها الله تعالى ليستنكرون هذه الحملة الظالمة الآثمة، ويتوجهون للعالم بأسره بهذا البيان إحقاقًا للحق، وذبًا عن عرض سيد الخلق –صلى الله عليه وسلم- وذودًا عن حياض الدين، ودفعًا للصيال المبطلين من اليهود والنصارى: المغضوب عليهم والضالين، مناشدين أهل الإسلام من الحكام والعلماء والدعاة ورجال الأعمال والإعلام وعموم المسلمين بأن يضطلعوا بواجبهم الشرعي في هذا الصدد، إذ إن مدافعة المبطلين ومراغمة الكافرين منـزلةٌ عظيمة من منازل الدين، قال العلامة ابن القيم –رحمه الله-: (مغايظة الكفار غاية محبوبة للربِّ مطلوبة، فموافقته فيها من كمال العبودية، فمن تعبد الله بمراغمة عدوه، فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته يكون نصيبه من هذه المراغمة) إهـ.
• فيا حكام المسلمين: إن الواجب الشرعي يُحتِّمُ عليكم الغضب لرسولكم صلى الله عليه وسلم، وإن أضعف الإيمان مما يجب القيام به حيال هذه الحملة الآثمة، هو سحب البعثات الدبلوماسية احتجاجًا على هذه الممارسات الظالمة، وليتذكر كل واحدٍ منكم أن هذا العدوان الآثم على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لو كان موجهًا لواحدٍ منكم لأقام الدنيا ولم يُقعدها غضبًا وانتقامًا، فليكن غضبكم وحميتكم لرسولكم صلى الله عليه وسلم أكبر من غضبكم لأنفسكم ودنياكم، وتذكروا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"، وفي رواية: "من أهله وماله والناس أجمعين" أخرجه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه.
• ويا ط¹ظ„ظ…ط§ط، الإسلام ودعاة الملة: إن الواجب الشرعي يحتم علينا جميعًا، أن نقوم بتوظيف هذا الحدث توظيفًا إيجابيًا بتكثيف الجهود في دعوة الناس لدين الإسلام والتركيز على ثوابت الدين ومحكماته، وفي مقدمة ذلك بيان عقيدة الولاء للمؤمنين والعداء للكافرين، وتجلية سيرة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم، إذ إن هذا هو الردّ الناجع والمؤلم لأعداء الإسلام.
• ويا أهل الإسلام وعسكر الإيمان من رجال الأعمال والإعلام وعموم المسلمين: انتصروا لدينكم ولرسولكم صلى الله عليه وسلم بمقاطعة بضائع هاتين الدولتين (الدنمارك والنرويج) والدعوة لذلك، وأروا الله من أنفسكم خيرًا، حتى يرتدعوا عن ظلمهم وينزعوا عن غيهم ويأخذوا على أيدي سفهائهم، فإنكم إن فعلتم ذلك جعلتموهم عبرةً لغيرهم، وتأملوا –يا رعاكم الله- هل يجرؤ أحد في التشكيك في محارق اليهود –المزعومة- على يد النازيين؟!… فهل المغضوب عليهم أقدرُ على نصر باطلهم منكم على نُصرة نبيكم صلى الله عليه وسلم؟!
• وأخيرًا.. فإن هذه الممارسات الظالمة من قِبل سفهاء أهل الكتاب لن تزيد المسلمين إلا تمسكًا بدينهم وحميةً له –بإذن الله تعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" " [محمد:8]. "وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ"
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

الاسم جهة العمل
د. سليمان بن وائل التويجري عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة – جامعة أم القرى
الشيخ/ أحمد بن عبد الرحمن البعادي قاضي التمييز بمكة المكرمة
د. عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى
د. خالد بن عبد الله الشمراني رئيس قسم القضاء بجامعة أم القرى
د. محمد بن سعيد القحطاني أستاذ العقيدة المشارك بجامعة أم القرى سابقًا.
د. محمد بن صامل السلمي وكيل كلية الشريعة – جامعة أم القرى
د. ناصر بن محمد الغامدي وكيل كلية الشريعة – جامعة أم القرى
د. عبد الله بن محمد الرميان وكيل كلية الدعوة وأصول الدين للدراسات العليا- جامعة أم القرى
د. عبد الله بن عبد الكريم الحنايا مدير مركز الدراسات الإسلامية المسائية بجامعة أم القرى
د. ستر بن ثواب الجعيد رئيس قسم القضاء سابقًا – جامعة أم القرى
د. عبد الرحمن بن أحمد الخريصي عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة -جامعة أم القرى
الشيخ/ حمود بن عبد العزيز التويجري من الدعاة
الشيخ /عبد الله بن عبد الرحمن العثيم رئيس المحكمة الجزئية بجدة
الشيخ / محمد أمين بن عبد ا لمعطي مرداد القاضي بالمحكمة الجزئية بجدة
الشيخ / مانع بن علي المقاطي القاضي بالمحكمة الجزئية بجدة
الشيخ / علي بن عبد الله المعدي عضو هيئة التحقيق والإدعاء العام بجدة
الشيخ / محمد بن عبيد القرني عضو هيئة التحقيق والإدعاء العام بجدة
الشيخ / رياض بن علي الغامدي عضو هيئة التحقيق والإدعاء العام بجدة
الشيخ / فهد بن عيظة المالكي مدير إدارة المحكمة الجزئية بجدة


uglhx l;m hgl;vlm d]dk,k [vdlm hgj’h,g ugn hgvs,g

جزاك الرحمن خير الجزاء أخي الفاضل
خطب اليوم الجمعة كلها خصصت لدفاع عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم..
شكرا لكن على المرور والتشريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.