العيد هو موسم الفرح والسرور ، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم ، إذا فازوا بإكمال طاعته وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته كما قال تعالى : ((قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) (يونس : 58 ) .
قال بعض العارفين : ما فرح أحد بغير الله إلا لغفلته عن الله ، فالغافل يفرح بلهوه وهواه ، والعاقل يفرح بمولاه .
هناك بعض المخالفات يقع فيها بعض المسلمين في ليالي ط§ظ„ط¹ظٹط¯ وأيامه نذكر منها ما يلي :
1- التكبير الجماعي بصوت واحد ، أو الترديد خلف شخص يقول : (الله أكبر) أو إحداث صيغ للتكبير غير مشروعة .
2- اعتقاد مشروعية إحياء ليلة ط§ظ„ط¹ظٹط¯ ويتناقلون أحاديث لا تصح .
3- تخصيص يوم ط§ظ„ط¹ظٹط¯ لزيارة المقابر والسلام على الأموات .
4- اختلاط النساء بالرجال في بعض المصليات والشوارع والمنتزهات .
5- بعض الناس يجتمعون في ط§ظ„ط¹ظٹط¯ على الغناء واللهو والعبث وهذا لا يجوز .
6- كثرة تبرج النساء ، وعدم تحجبهن وحري بالمسلمة المحافظة على شرفها وعفتها أن تحتشم ، وتستر، لأن عزها وشرفها في دينها وعفتها.
7- خروج النساء لصلاة ط§ظ„ط¹ظٹط¯ متزينات متعطرات وهذا لا يجوز .
8- الإغراق في المباحات من لبس وأكل وشرب حتى تجاوزوا الأمر إلى الإسراف في ذلك ، قال تعالى : ((وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) (الأعراف : 31) .
9- البعض يظهر عليه الفرح بالعيد لأن شهر رمضان انتهى وتخلص من العبادة فيه ، وكأنها حمل ثقيل على ظهره ، وهذا على خطر عظيم .
10- بعض الناس يتهاون في أداء صلاة ط§ظ„ط¹ظٹط¯ ، ويحرم نفسه الأجر فلا يشهد الصلاة ، ودعاء المسلمين وقد يكون المانع من حضوره سهره الطويل .
11- بعض الناس أصبح يحي ليالي ط§ظ„ط¹ظٹط¯ وأيامه بأذية المسلمين في أعراضهم ، فتجده يتابع عورات المسلمين ويصطاد في الماء العكر، وسيلته في ذلك سماعة الهاتف، أو الأسواق التي أصبحت تعج بالنساء، وهن في كامل زينتهن فتنهدم بيوت عامرة ، وتتشتت أسر مجتمعه، وتنقلب الحياة جحيما لا يطاق ، بعد أن كانت آمنة مستقرة ! ! .
12- هناك من يجعل ط§ظ„ط¹ظٹط¯ فرصة له لمضاعفة كسبه الخبيث ، وذلك بالغش والخديعة ، والكذب والاحتيال ، وأكل أموا ل الناس بالباطل ، وكأنه لا رقيب عليه ولا حسيب ، فتجده لا يتورع عن بيع ما حرم الله من المأكل والمشروبات ، والملهيات ، ووسائل هدم البيوت والمجتمعات.
13- من الملاحظات التي تتكرر في مناسبات الأعياد وليالي رمضان ، عبث الأطفال والمراهقين بالألعاب النارية ، التي تؤذي المصلين ، وتروع الآمنين ، وكم جرت من مصائب وحوادث !! فهذا أصيب في عينه ، وذاك في رأسه والناس في غفلة من هذا الأمر .
وأخيراً قد قيل : من أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها ، إذ تنطلق فيه السجايا على فطرتها ، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها ، والمجتمع السعيد الصالح هو الذي تسمو أخلاقه في ط§ظ„ط¹ظٹط¯ إلى أرفع ذروة ، وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى ، حيث يبدو في ط§ظ„ط¹ظٹط¯ متماسكاً متعاوناً متراحماً تخفق فيه القلوب بالحب والود والبر والصفاء .
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الطاعات ، وأعاد علينا وعلى أمة الإسلام هذا الشهر بالقبول والغفران ، والصحة والسلام ، والأمن والأمان ، وعز الإسلام وارتفاع راية الدين ودحر أعداء الملة والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
بقلم الشيخ / محمد الهبدان
lohgthj td Hdhl hgud]