أولاً : .:. القدوة الحسنة .:.
كثير من أخواتي الداعيات يفتقدون هذا الكنز العظيم .. والذي يفتح قلوب الناس لقبول ما ندعو إليه من أمر الله عز وجل ، فيا ترى هل يستجاب لمن تنهى عن خلق ثم تأتيه .. أو تنهى عن فضيلة وتكون من أنأى الناس عنها وأبعدهم منها .
إن ط§ظ„ط¯ط§ط¹ظٹط© لا بد أن تكون قدوة حسنة ومثالاً يحتذى به ، يرى الناس في كل شيء فيها كل ما تدعوا إليه ، فيكون لها أكبر التأثير .. وترى استجابة سريعة فوق ما كانت تتصور بقدرة الله عز وجل ، وقد قيل : " فعلُ رجلٍ في ألف رجل .. خير من قول ألف رجل في رجل " .
إن ط§ظ„ط¯ط§ط¹ظٹط© تفتح بأفعالها آفاقاً شتى أمام من تدعوهم ، وكثير من الداعيات وفقهن الله لا ينتبهن إلى ذلك ، ويا ليت شعري .. أما علمت ط§ظ„ط¯ط§ط¹ظٹط© أنها مراقبة من الناس على كل سكنة وحركة ! .. فإن وجدوا اتفاقاً بين الفعل والقول كان القبول الثمرة ، وإلا فالبعد والصدود بلا شك ، وقد عاتب الله عز وجل المؤمنين في كتابه قائلاً: (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) – سورة الصف:3,2 – .
إن الدعوة الإسلامية بحاجة إلى من يمثلها بأفعاله على مسرح الحياة ، لتكون واقعا ملموساً ، أما الجمود بمجرد الكلمة فقط .. فهذا قد لا يفيد كثيراً ، وإن أفاد .. فبنسبة ضئيلة جدا .
إن القدوة الحسنة هي الطريقة المُثلى دائماً في الدعوة إلى الله تعالى ، خصوصاً بين من تعيش معهم داعية وتتعامل معهم ، سواء كان ذلك في البيت أو في المدرسة أو في أي مكان ، فهي إن تحدثت .ز أتبعت حديثها بالعمل الجاد والسعي الحثيث ، نرى في شخصيتها القدوة الصالحة لكل ما تدعوه .. لسان حالها : (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة )) – سورة يوسف : 108 – .
وإن احتجّت الكلمات على ما نقول .. فنكتفي بذكر قدوتنا وحبيبنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان يعلّم أصحابه بأفعاله قبل أقواله .. حركته قدوة ، ذهابه قدوة .. وإيابه قدوة ، بل وابتسامته قدوة صلى الله عليه وسلم ، خير داعية عرفتها الجبال والوهاد ، زرع الله حبه في قلوب أصحابه رضوان الله عليهم .. حتى أصبح هذا الحب عقيدة لا يتم الإيمان إلا بها ، يأمر أصحابه بالصلاة في وقتها فهل يتأخر عنها ؟! لا والذي رفع السماء بلا عمد ، أليس هو القائل : ( قم يا بلال فأرحنا بالصلاة ) [ أخرجه أبو داوود / رقم 4985 ، و 4986 في الأدب ، وإسناده صحيح ].
لقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في كل شيء ، حتى في أخلاقه ومعاملته ، حتى في بيته ومع أهله وفي كل شؤونه ، بأبي هو وأمي من رسول وداعية صلى الله عليه وسلم .
أختي ط§ظ„ط¯ط§ط¹ظٹط© ..
إنك بحاجة ولا شك أن ترتدي مبادئك وقيمك المستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتجعلينه أجمل لباس عرفه الناس .. (( ولباس التقوى ذلك خير )) – سورة الأعراف : 26 – ، إنك بحاجة إلى ذلك في زمن يرتدي فيه الباطل أجمل لباس .. ليبهر به العيون ويعمي بزيفه القلوب .
وإنه والله مما يثلج الصدر ويقُرّ به عيني .. أن أرى أمثال أولاء الداعيات يشرح الصدر محيّاهن ، وتنطق بالطهر مظاهرهن ، أعمالهن مكسوة بالإيمان يلجن القلوب وهي مجبرة .. تحبِّب الإيمان إلى من لا يعرفه ، قدوة لمن حولهن ومشعل مضاء لمن يرينهن .. سراجٌ على الأرض تسير ، أفتخر وربي برؤيتهن .. وأشهد ربي عز وجل أني لهن محبة ، فعلاً أولاء هن حفيدات خديجة وعائشة .. وأسماء وسمية ، أدركن أن الفعل يؤثر أكثر من القول بمرات ومرات ، تشعرين بصفائهن ويعجبك الحديث معهن ، ولقد رأيت وسمعت منهن أم من بعضهن ما يجعلك تعتزين بوجودك معهن ، ولقد صدق القائل : لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا .. وذكر منها وإخوة لي ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر .
فالله درهن من قدوة صالحة ونموذج يُحتذى ، ولو أردت الحديث أكثر لطال بي المقام .ز وصدق الشاعر :
علًّل بذكر حديثهم يا حادي ……. فحديثهم يجلو الفؤاد الصًّادي
واحذري أختي ط§ظ„ط¯ط§ط¹ظٹط© من أولئك اللاتي تخلين عن مبادئهن وقيمهن ، ويسرن عليها كما يسرن على أوراق الخريف المتساقط .. دون أن يبالين بأنهن قدوة يُحتذى بها .
هذا وأسأل الله أن ينفعني وإياك بما سطرت .. والله أعلى وأعلم
sgsm ;k,. jtjr]ih hg]hudm ( lav,u r]dl jl jp]dei )
بدر قد استتر تحت دياجير الظلام .. وتراكم السحاب في سماء كثير من الداعيات إلا من رحم عز وجل ، مما يؤدي بهن إلى الضعف في النفس .. وخور في العزيمة ودنو في الهمة .
والهمة العالية من الكنوز العظيمة التي يجب أن تتحلى بها الداعية ، فيا ليت شعري ماذا ينتظر الإسلام ممن المسلك الدنيء .. وتركب هذا المركب الوطيء ، وتتخلق بمثل هذا الخلق الساقط الذي لا يليق بأهل الفضل ولا ينبغي من أهل العقل .. فكيف بمن حملت همّ هذا الدين وتبليغ هذه الدعوة ؟
ولعل من أهم مظاهر دنية الهمة : تكاسلها في الدعوة إلى الله عز وجل ، متناسية في ذلك العبء الملقى على عاتقها .. والمسؤولية المتحتمة عليها ، فيا ترى أين هذه المتكاسلة عن سير الأنبياء والصالحين والدعاة ؟ .. أو ما علمت أن غيرها يسعى ويجد ويكدح ليدعو إلى الله عز وجل ؟ .. أو ما علمت أن هناك الكثيرات والكثيرات غيرها قد سبقتها بأميال وأميال وهي لا تزال في مؤخرة الركب !.. تارة تنام وتارة ترتاح ، وأخرى تتلذذ وتتنعم .. والقوم قد قطعوا الليل والنهار في السير المتواصل والعمل الدؤوب ، دون أن يستسلموا لهوى نفسٍ أو داعي شهوة يعللون مسيرهم ..
فتصبري لا بد لليل الطويل من الصباح ……. واغدي على الدرب السًّديد فمنه يا نفسي روحي
أختي الداعية ..
قد هيأوك لأمر لو فطنت له ……. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
لا تنسي أنك نذرت نفسك لله عز وجل ولخدمة دينه القويم ، تذكري دائماً أن الباطل لا يمل ولا يفتر ، أفيكونوا لباطلهم خير منك لدينك وشريعتك ومنهاجك ؟ .. أم أنك نسيت وعد الله الصادق بأن العاقبة للمتقين وأن الأرض يرثها عباده الصالحون ؟
( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )
أيتها الداعية ..
يعلم الله إني أحبك فيه .. وأتمنى لك الأمام دائما وأبداً ، صارحي نفسك الآن وفي هذه اللحظة ، ما الذي حملك على دنو همتك وتخلل عزيمتك وضعف إرادتك ؟!..
أهو حب الراحة وإيثار الدعة ؟
هو ملل النفس وسآمتها ؟
أم أهو استطالة الطريق وصعوبته ؟
أم أهو اليأس من نصرة الله عز وجل ؟
أم أهو استيلاء الشيطان عليك من أحد مداخله ..
كاستشعار حقارة النفس أو عدم الثقة بالذات ، أم أنه خوف ؟! ..
أجيبي يا أختي الحبيبة الآن ، لعلنا نتوصل معاً إلى حل سليم ومقنع .. يفك أسارك ويحل قيودك التي ألقتك في مكان لا يناسبك أبداً .. ولا يصلح لأمثالك ، أجيبي بصراحة تامة ، فلعلي أجد طريقة لانتشالك من الوحل الذي سقطت فيه .
أجل أختي ورفيقة دربي .. هذا ليس مكانك على الإطلاق ، هيا .. هات يدك ودعينا نمضي لما خلقنا له ، هيا .. الحياة السعيدة الطيبة .. الحياة التي كدرها عذوبة ومرارتها حلاوة ، هيا نتعاهد على أن نستعذب العذاب في سبيل الله تعالى فبالهمة العالية والعزيمة الصادقة تذل لك الصعاب ..
وصدق الشاعر حين قال :
مر الحياة .. من يريد كرامة …… حلو .. ويفلح من أراد فلاحا
هذا والله أعلم وأعلى وأحلم ..
زادك الله من فضله
وبارك فيك وفي علمك نسمات
واذيدكم من الشعر بيت
لا اذكر من القائل ولكن قيل ليحي عليه السلام او غيره
هيا العب معنا قال وما للعب خلقنا
واشد على كلمتك هذه
===========
إن الدعوة الإسلامية بحاجة إلى من يمثلها بأفعاله على مسرح الحياة
===========
وهذا ما نصبوا اليه
الفعل وليس القول
نحتاج للعمل
ونسأل الله القوة في الدين والجهاد فيه
بارك الله لك وسدد خطاك
اثابك الرحمن